قوله: { وأنتم تعلمون } . الجملة في موضع نصب حال من فاعل { تجعلوا } ، أي: والحال أنكم تعلمون، والمعنى: وأنتم تعلمون أنه لا أنداد له - يعني في الربوبية -، لأن هذا محط التقبيح من هؤلاء أنهم يجعلون له أندادا وهم يعلمون أنه لا أنداد له في الربوبية، أما الألوهية، فيجعلون له أندادا، قالوا للنبي - صلى الله عليه وسلم - { أجعل الآلهة إلها واحدا إن هذا لشي عجاب } (ص: 5) ، ويقولون في تلبيتهم: (لبيك لا شريك لك إلا شريكا هو لك تملكه وما ملك) ، وهذا من سفههم، فإنه إذا صار مملوكا، فكيف يكون شريكا، ولهذا أنكر الله عليهم في قوله: { فلا تجعلوا لله أندادا وأنتم تعلمون } ، إذ الأنداد بالمعنى العام - بقطع النظر عن كونه يخاطب أقواما يقرون بالربوبية - يشمل الأنداد في الربوبية والألوهية والأسماء والصفات.
(ف) : قال العماد ابن كثير رحمه الله في تفسيره: قال أبو العالية: لا تجعلوا لله أنداداً أي عدلاء شركاء. وهكذا قال الربيع بن أنس وقتادة والسدى وأبو مالك وإسماعيل بن أبي خالد.