قوله: (كانت الريح طيبة) . هذا في السفن الشراعية التي تجري بالريح، قال تعالى: { حتى إذا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِمْ بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُوا بِهَا } (يونس: 22) .فكانوا إذا طاب سير السفينة قالوا كانت الريح طيبة، وكان الملاح - هو قائد السفينة - حاذقا، أي: مجيدا للقيادة، فيضيفون الشيء إلى سببه وينسون الخالق - جل وعلا -.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فيه مسائل:
الأولى: تفسير معرفة النعمة وإنكارها.
الثانية: معرفة أن هذا جارٍ على ألسنة كثير.
الثالثة: تسمية هذا الكلام إنكاراً للنعمة.
الرابعة: اجتماع الضدين في القلب.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فيه مسائل:
الأولى: تفسير معرفة النعمة وإنكارها. وسبق ذلك.
الثانية: معرفة أن هذا جار على ألسنة كثيرة. وذلك مثل قول بعضهم: كانت الريح طيبة، والملاح حاذقا، وما أشبه ذلك.
الثالثة: تسمية هذا الكلام إنكارا للنعمة. يعني: إنكار لتفضل الله تعالى بها وليس إنكارا لوجودها، لأنهم يعرفونها ويحسون بوجودها.
الرابعة: اجتماع الضدين في القلب. وهذا من قوله: { يعرفون نعمة الله ثم ينكرونها } ، فجمع بين المعرفة والإنكار، وهذا كما يجتمع في الشخص الواحد خصلة إيمان وخصلة كفر، وخصلة فسوق وخصلة عدالة.