قوله: { أنكم تكذبون } . { أن } وما دخلت عليه في تأويل مصدر مفعول تجعلون الثاني، أي: تصيرون شكركم تكذيبا، إن كانت وحيا كذب خبره ولم يمتثل أمره ولم يجتنب نهيه، وإن كانت عطاء تنمو به الأجسام نسبهُ إلى غير الله ، قال: هذا من النوء أو هذا من عملي، كما قال قارون: { إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي } (القصص: من الآية78) .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فيه مسائل:
الأولى: تفسير آية الواقعة.
الثانية: ذكر الأربع من أمر الجاهلية.
الثالثة: ذكر الكفر في بعضها.
الرابعة: أن من الكفر ما لا يخرج من الملة.
الخامسة: قوله: (أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر) بسبب نزول النعمة.
السادسة: التفطن للإيمان في هذا الموضع.
السابعة: التفطن للكفر في هذا الموضع.
الثامنة: التفطن لقوله: (لقد صدق نوء كذا وكذا) .
التاسعة: إخراج العالم للمتعلم المسألة بالاستفهام عنها، لقوله: (أتدرون ماذا قال ربكم؟) .
العاشرة: وعيد النائحة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الأولى: تفسير آية الواقعة، وهي قوله تعالى { وتجعلون رزقكم أنكم تكذبون } وقد مر تفسيرها.
الثانية: ذكر الأربع التي من أمر الجاهلية. وهي الطعن في الأنساب، والفخر بالأحساب، والاستسقاء بالأنواء، والنياحة على الميت.
الثالثة: ذكر الكفر في بعضها. وهي الاستسقاء بالأنواء، وكذلك الطعن في النسب، والنياحة على الميت، كما في حديث (اثنتان في الناس هما بهم كفر: الطعن في النسب، والنياحة على الميت) (1) .
الرابعة: أن من الكفر ما لا يخرج من الملة. وهي أن الاستسقاء بالأنواء بعضه كفر مخرج من الملة وبعضه كفر دون ذلك، وقد سبق بيان ذلك.
(1) مسلم كتاب الإيمان / باب إطلاق اسم الكفر على الطعن في النسب والنياحة، حديث (67) .