فهرس الكتاب
الصفحة 347 من 1408

قوله:"عيد"، العيد: اسم لما يعود أو يتكرر، والعود بمعنى الرجوع، أي: هل اعتاد أهل الجاهلية أن يأتوا إلى هذا المكان ويتخذوا هذا اليوم عيداً وإن لم يكن فيه وثن؟ قالوا: لا. فسأل النبي - صلى الله عليه وسلم - عن أمرين: عن الشرك، ووسائله. فالشرك: هل كان فيها وثن؟ ووسائله: هل كان فيها عيد من أعيادهم؟

(ف) : قوله: فهل كان فيها عيد من أعيادهم؟.

قال شيخ الإسلام رحمه الله: العيد اسم لما يعود من الاجتماع العام على وجه معتاد عائد، إما بعود السنة أو الأسبوع أو الشهر أو نحو ذلك والمراد به هنا الإجماع المعتاد من اجتماع أهل الجاهلية. فالعيد يجمع أموراً منها يوم عائد، كيوم الفطر ويوم الجمعة، ومنها اجتماع فيه، ومنها أعمال تتبع ذلك من العبادات والعادات، وقد يختص العيد بمكان بعينه، وقد يكون مطلقاً، وكل من هذه الأمور قد يسمى عيداً. فالزمان كقول النبي - صلى الله عليه وسلم - في يوم الجمعة"إن هذا يوم قد جعله الله للمسلمين عيداً"والاجتماع والأعمال كقول ابن عباس شهدت العيد مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والمكان كقول النبي - صلى الله عليه وسلم -"لا تتخذوا قبرى عيداً"وقد يكون لفظ العيد إسماً لمجموع اليوم والعمل فيه وهو الغالب، كقول النبي - صلى الله عليه وسلم:"دعهما يا أبا بكر فإن لكل قوم عيداً"انتهى.

قال المصنف: وفيه استفصال المفتى والمنع من الوفاء بالنذر بمكان عيد الجاهلية ولو بعد زواله.

قلت: وفيه سد الذريعة وترك مشابهة المشركين، والمنع مما هو وسيلة إلى ذلك.

(ق) : قوله:"أوف بنذرك"، فعل أمر مبني على حذف حرف العلة الياء، والكسرة دليل عليها.

وهل المراد به المعنى الحقيقي أو المراد به الإباحة؟

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام