فهرس الكتاب
الصفحة 1365 من 1408

الثالثة: أنه لم ينكر عليه قوله: (نستشفع بك على الله ) . لأنه قال: لا يستشفع بالله على أحد، فأنكر عليه ذلك، وسكت عن قوله: (نستشفع بك على الله ) ، وهذا يدل على جواز ذلك، وهنا قاعدة هي: (إذا جاء في النصوص ذكر أشياء، فأنكر بعضها وسكت عن بعض، دل على أن ما لم ينكر فهو حق، مثال ذلك قوله تعالى:(وإذا فعلوا فاحشة قالوا وجدنا عليها آباءنا والله أمرنا بها قل إن الله لا يأمر بالفحشاء) (الأعراف: 28) ، فأنكر قولهم: (والله أمرنا بها) ، وسكت عن قولهم: (وجدنا عليها آباءنا) فدل على أنها حق، ومثلها عدد أصحاب الكهف، حيث قال عن قول: (ثلاثة رابعهم كلبهم ويقولون خمسة سادسهم كلبهم رجما بالغيب) ، وسكت عن قول سبعة وثامنهم كلبهم) (الكهف: 22) .

الرابعة التنبيه على تفسير (سبحان الله ) . لأن قوله: (إن شأن الله أعظم) دليل على أنه منزه عما ينافي تلك العظمة.

الخامسة: أن المسلمين يسألونه الاستسقاء. وهذا في حال حياته، أما بعد وفاته فلم يكونوا يفعلونه، لأنه - صلى الله عليه وسلم - انقطع عمله بنفسه وعبادته، ولهذا لما حصل الجدب في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه استسقى بالعباس، فقال: (اللهم كنا نتوسل إليك بنبينا فتسقينا، وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا) . وتوسلهم بالنبي - صلى الله عليه وسلم - كان بطلبهم الدعاء منه، ولهذا جاء في بعض الروايات: أن عمر كان يأمر العباس فيقوم فيدعو.

وبهذا نعرف أن القصة المروية عن الرجل العتبي الذي كان جالسا عند قبر النبي - صلى الله عليه وسلم -، فجاء أعرابي، فقال: السلام عليكم يا رسول الله ‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍سمعت الله يقول: (و لو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاؤوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما) (النساء: 64) ، وإني قد جئت مستغفرا لذنبي مستشفعا بك إلى ربي، ثم أنشأ يقول:

يا خير من دفنت بالقاع أعظمه…… فطاب من طيبهن القاع والأكمُ

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام