فهرس الكتاب
الصفحة 1201 من 1408

النوع الثاني: خاصة بالمؤمنين، قال تعالى: { ذلك بأن الله مولى الذين آمنوا وأن الكافرين لا مولى لهم } (a: 11) ، وهذه ولاية خاصة، ومقتضى السياق أن يقال: وليس مولى الكافرين، لكن قال: { لا مولى لهم } ، أي: لا هو مولى للكافرين ولا أولياؤهم الذين يتخذونهم آلهة من دون الله موالي لهم لأنهم يوم القيامة يتبرؤون منهم.

القسم الثاني: ولاية مقيدة مضافة، فهذه تكون لغير الله ، ولها في اللغة معان كثيرة، منها: الناصر، والمتولي للأمور، والسيد، والعتيق.

قال تعالى: { وإن تظاهرا عليه فإن الله هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنين } (التحريم: 4) ، وقال - صلى الله عليه وسلم - فيما يروى عنه: (من كنت مولاه، فعليّ مولاه) (1) ، وقال - صلى الله عليه وسلم: (إنما الولاء لمن اعتق) (2) . ويقال للسلطان ولي الأمر، وللعتيق مولى فلان لمن أعتقه، وعليه يعرف أنه لا وجه لاستنكار بعض الناس لمن خاطب ملكا بقوله: مولاي، لأن المراد

بمولاي أي متولي أمري، ولا شك أن رئيس الدولة يتولى أمورها، كما قال تعالى: { يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم } (النساء: 59)

(1) الإمام أحمد في (المسند) (1/84) ، والترمذي: كتاب المناقب/ باب مناقب علي بن أبي طالب رضي الله عنه، حديث (3713) وابن ماجة حديث (121) ، وقد صححه الشيخ الألباني في مشكاة المصابيح برقم (6082) .

(2) البخاري: كتاب العتق / باب ما يجوز من شرط المكاتب، ومسلم: كتاب العتق / باب إنما الولاء لمن أعتق.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام