القسم الرابع: أن يضاف الاسم إلى الظاهر، فيقال: هذا رب الغلام، فظاهر الحديث الجواز، وهو كذلك ما لم يوجد محذور فيمنع، كما لو ظن السامع أن السيد رب حقيقي خالق ونحو ذلك.
قوله: (وليقل: سيدي ومولاي) . المتوقع أن يقول: وليقل سيدك ومولاك، لأن مقتضى الحال أن يرشد إلى ما يكون بدلا عن اللفظ المنهي عنه بما يطابقه، وهنا ورد النهي بلفظ الخطاب، والإرشاد بلفظ التكلم، وليقل: (سيدي ومولاي) ، ففهم المؤلف رحمه الله - كما سيأتي في المسائل- أن فيه إشارة إلى أنه إذا كان الغير قد نهى أن يقول للعبد: أطعم ربك، فالعبد من باب أولى أن ينهي عن قول: أطعمت ربي، وضأت ربي، بل يقول: سيدي ومولاي.
وأما إذا قلنا بأن أطعم ربك خاص بمن يخاطب العبد لما فيه من إذلال العبد بخلاف ما إذا قال هو بنفسه: أطعمت ربي، فإنه ينتفي الإذلال، فإنه يقال: إن الرسول - صلى الله عليه وسلم - لما وجه الخطاب لمن يخاطب العبد وجه الخطاب إلى العبد نفسه، فقال: (وليقل: سيدي ومولاي) ، أي بدلا عن قوله: أطعمت ربي، وضأت ربي.
وقوله: (سيدي) السيادة في الأصل علو المنزلة، لأنها من السؤدد والشرف والجاه وما أشبه ذلك.
والسيد يطلق على معان، منها: المالك، والزوج، والشريف المطاع.
وسيدي هنا مضافة إلى ياء المتكلم وليست على وجه الإطلاق.
فالسيد على وجه الإطلاق لا يقال إلا لله - - عز وجل - - قال - صلى الله عليه وسلم - (السيد الله ) (1)
(1) الإمام أحمد في (المسند) (4/24، 35) ، والبخاري في (الأدب المفرد) (211) وابو داود: كتاب الأدب / باب في كراهة التمادح.قال ابن حجر في الفتح (5/ 179) : رجاله ثقات، وقد صححه غير واحد، وصححه أيضاً الشيخ الألباني في صحيح الجامع (3700) .