وينقص، ومنهم من يقول يزيد ولا ينقص كما في إحدى الروايتين عن مالك، ومنهم من يقول يتفاضل كعبد الله بن المبارك. اهـ [1]
على أنه مما يجب التنبيه عليه أن هناك من الأعمال والأقوال ما يكون شرطا في الإيمان، وهذه الأقوال والأعمال هي التي متى ذهبت ذهب معها أصل الإيمان وذلك مثل الرضا بحكم الله تعالى والخوف منه سبحانه والنطق بالشهادتين، وهذه الأعمال والأقوال وما يلحق بها تعرف أنها من أصول الإيمان بما يلي:
1.إذا وردت الأدلة باعتبارها أصلا من أصول الإيمان صراحة، وذلك بأن يتوقف عليها صحة الإيمان كما قال تعالى عن التوكل {وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين} [2] ومثلها كثير.
2.أو بنفي أصل الإيمان عند عدمها وذلك مثل قوله تعالى {فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما} [3] .
3.أو بتوقف وجود الإيمان على وجودها، وذلك مثل قوله - صلى الله عليه وسلم: (لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين) [4] ، وهذا في أصل المحبة المقابلة للبغض والكره.
4.أو يُحكم على تاركها - أو فاعل ضدها - بالكفر الأكبر أو الخلود الأبدي في نار جهنم، وذلك مثل قوله تعالى {ويقولون نؤمن ببعض ونكفر ببعض ويريدون أن يتخذوا بين ذلك سبيلا * أولئك هم الكافرون حقا وأعتدنا للكافرين عذابا مهينا} [5] ، ومثل قوله تعالى ومن يرتدد منكم عن دينه فيمت وهو كافر فأولئك
(1) مجموع الفتاوى، ج 7/ 223.
(2) سورة المائدة، الآية: 23.
(3) سورة النساء، الآية: 65.
(4) رواه البخاري ومسلم وأحمد والنسائي وابن ماجة عن أنس رضي الله عنه.
(5) سورة النساء، الآية: 150: 151.