ينفي اسم مسمى أمر الله به ورسوله إلا إذا تُرك بعض واجباته. اهـ [1]
قال ابن أبي العز رحمه الله: فإذا كان الإيمان أصلا له شعب متعددة وكل شعبة منها تسمى إيمانا، فالصلاة من الإيمان والزكاة والصوم والحج والأعمال الباطنة كالحياء والتوكل والخشية والإنابة.
وهذه الشعب منها ما يزول الإيمان بزوالها إجماعا كشعبة الشهادتين، ومنها ما لا يزول بزوالها إجماعا كترك إماطة الأذى عن الطريق، وبينهما شعب متفاوتة تفاوتا عظيما منها ما يقرب من شعب الشهادة، ومنها ما يقرب من شعبة إماطة الأذى عن الطريق. اهـ [2]
قلت: وما ذكره ابن أبي العز عن تقسيم شعب الإيمان أخذه من كلام ابن القيم رحمه الله تعالى المذكور في كتاب الصلاة، وهو يبين بجلاء أن الأعمال من الإيمان، وأن منها ما يكون شرطا فيه كالنطق بالشهادتين وما يلحق به من أصول الإيمان وفرائضه.
وهذه الشعب هي التي يزول الإيمان بزوالها، بخلاف غيرها من الشعب الواجبة أو المستحبة والتي تعد أيضا من الإيمان، غير أن الإيمان لا يزول بزوالها ولكن ينقص فقط، ولا يخرج العبد من الإيمان بزوالها ولكن يدخل في درجة الظالمين لأنفسهم كما تقدم في أول الباب، والله تعالى أعلم.
(1) مجموع الفتاوى، ج 7/ 14: 15. وقد ذكر ابن تيمية رحمه الله في ذلك كلاما طويلا في الجزء السابع / 232: 237.
(2) شرح العقيدة الطحاوية لابن أبي العز / 340، راجع / 335.