أهل الإيمان - في الأقوال والأعمال الظاهرة فلا تشتبه على أحد. اهـ [1]
وقال أيضا رحمه الله: والذي مضى عليه سلف الأمة وأئمتها أن نفس الإيمان الذي في القلوب يتفاضل، كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم: (أخرجوا من النار من كان في قلبه مثقال ذرة من إيمان) ، وأما زيادة العمل الصالح الذي على الجوارح ونقصانه فمتفق عليه، إلى قوله:
لكن بعض الناس قال إن إيمان الخلق مستو فلا يتفاضل إيمان أبي بكر وعمر وإيمان الفساق، وأما عامة السلف والأئمة فعندهم أن إيمان العباد لا يتساوى بل يتفاضل وإيمان السابقين الأولين أكمل من إيمان أهل الكبائر المجرمين، ثم النزاع مبني على الأصلين:
أحدهما: العمل هل يدخل في مطلق الإيمان، فإن العمل يتفاضل بلا نزاع، فمن أدخله في مطلق الإيمان قال يتفاضل، ومن لم يدخله في مطلق الإيمان احتاج إلى:
الأصل الثاني: وهو أن ما في القلب من الإيمان هل يتفاضل؟، إلى أن قال ابن تيمية رحمه الله:
إن التصديق المستقر بما جاء به الرسول قد يكون مجملا وقد يكون مفصلا والمفصل غير المجمل، فليس تصديق من عرف القرآن ومعانيه والحديث ومعانيه وصدق بذلك مفصلا، كمن صدق أن محمدا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأكثر ما جاء به لا يعرفه أو لا يفهمه، إلى قوله:
ولهذا كان المشايخ أهل المعرفة والتحقيق السالكون إلى الله أقصد طريق متفقين على الزيادة والنقصان في الإيمان والتصديق، كما هو مذهب أهل السنة والحديث في القديم والجديد. اهـ [2]
(1) مجموع الفتاوى، ج 7/ 562: 574. باختصار.
(2) مجموع الفتاوى، ج 6/ 479: 481. باختصار.