والطعن والتجريح في شخصه عن تبليغ دين الله تعالى إلى الناس كافة، بل صبر وقام لله تعالى داعيا لقومه مجاهدا في سبيل ربه حتى أعلى الله تعالى كلمته وأهلك أعداءه ونصر دينه وحزبه.
وما أشبه الليلة بالبارحة، فقد عاد حال الناس شبيها بما كان عليه الإسلام في أول أمره، فقد أصبح أهل الإسلام غرباء بين الناس، وأصبحت أحكام الإسلام غريبة حتى بين المسلمين أنفسهم، وصدق النبي - صلى الله عليه وسلم - حيث حدث عن هذه الغربة قائلا: (بدأ الإسلام غريبا وسيعود غريبا كما بدأ فطوبى للغرباء) [1] .
ألا فليبشر غرباء هذا الزمان بنصر الله تعالى والفوز برضوانه كما فعل بأسلافهم، وليثبتوا على دين الله تعالى ويقيموا أحكامه وحدوده حتى يأتي نصر الله تعالى وهم على الحق ثابتون لم يُغيروا ولم يبدلوا، فإن الله تعالى مبتليهم ليعلم الصادق من الكاذب.
ونسأل الله تعالى أن يعجل بنصر دينه وإعلاء كلمته إنه على كل شيء قدير.
(1) حديث غربة الإسلام عده بعض العلماء من المتواتر، وللحديث روايات متعددة عند مسلم والترمذي وابن ماجة وأحمد في مسنده وابن عدي في الكامل والطبراني في الكبير والصغير والبيهقي في الزهد واللالكائي في شرح اعتقاد أهل السنة.