فهرس الكتاب
الصفحة 56 من 393

الكتابين افترقوا في دينهم على اثنتين وسبعين ملة، وإن هذه الأمة ستفترق على ثلاث وسبعين، ثنتان وسبعون في النار وواحدة في الجنة، وهي الجماعة) [1] .

وقد وقع ما أخبر عنه النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو الصادق المصدوق، وتفاقم الأمر وعظم الشقاق ونجمت البدع وكثر النفاق.

وافترقت الأمة في أسماء الله وصفاته إلى نفاة معطلة وغلاة ممثلة.

وفي باب الإيمان والوعد والوعيد إلى مرجئة مُفرِّطة ووعيدية مغالية من خوارج ومعتزلة.

وفي باب أفعال الله وأقداره إلى جبرية غلاة وقدرية نفاة.

وفي أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأهل بيته إلى رافضة غلاة وناصبة جفاة، إلى غير ذلك من أنواع الضلال والاختلاف.

وكل طائفة من هذه الطوائف تعتقد أنها الفرقة الناجية والطائفة المنصورة، بل وربما كفرت بعضها بعضا، وليس أحد من هذه الفرق الضالة على الحق.

بل قد أخبر النبي - صلى الله عليه وسلم - أن طائفة الحق المنصورة هم من كانوا على مثل ما كان عليه النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه الكرام الصالحون، الذين لا ينحرفون عن سنته وهديه يمنة ولا يسرة، الذابون عن شريعته المبينون لسنته الداعون إلى منهجه، أعني بذلك أئمة الحديث والفقه وجهابذة السنة، المرابطين على ثغورها الحافظين لحدودها.

فإنهم قومٌ قد وفقهم الله إلى الحق وإلى صراطه المستقيم، وهداهم لما اختُلف فيه من الحق بإذنه.

(1) رواه أبو داود الطيالسي وأحمد وأبو داود والدارمي وابن أبي عاصم والآجري في الشريعة والحاكم واللالكائي والبيهقي في دلائل النبوة وفيه أزهر بن عبد الله الحرازي، وقد اختلفوا فيه فوثقه العجلي وابن حبان وقال أبو داود: إني لأبغض أزهر الحرازي وقال الذهبي في الميزان: تابعي حسن الحديث لكنه ناصبي ينال من علي رضي الله عنه وقال ابن حجر صدوق تكلموا فيه للنصب، وقال ابن تيمية: هذا حديث محفوظ.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام