فهرس الكتاب
الصفحة 43 من 393

يشتغل بالعلم والدعوة إلى دين الله تعالى، قال الله تعالى {قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين} [1] .

وكيف يدعو إلى دين الله من لا يعرف أصوله وأحكامه من طريق صحيح، أو يكون أحسن أحواله أنه يقلد فيها من يعدوا من العوام وليسوا من أهل العلم.

والله تعالى قد عصم سلف هذه الأمة من أن يجتمعوا على ضلالة، وأعني بالسلف القرون الثلاثة الأولى المفضلة الذين قال فيهم النبي - صلى الله عليه وسلم: (خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم) [2] ، فهؤلاء قوم من تبعهم واقتدى بهم هُدي إلى صراط مستقيم، ومن تنكب طريقهم ضل وغوى.

ومما يجب أن يُعلم أن هذه المسائل - أعني مسائل الإيمان والكفرـ ينبني عليها كثير من الأحكام المهمة في الدنيا والآخرة ومنها:

* تبين المسلم من الكافر حتى يعامل كلٌ بما يستحقه، المسلم له الولاء والمحبة والنصرة، والكافر له البغض والعداوة ويجب جهاده.

* وكذلك فلا يصح أن يكون الكافر حاكما ولا واليا على المسلمين، ولا تنعقد له ولاية؛ بل تبطل ولايته إن كفر بعد توليته، ويجب على المسلمين القيام عليه وخلعه إن لم ينخلع بنفسه وهذا قد وقع عليه الإجماع [3] ، هذا بخلاف الحاكم المسلم، فالواجب نصحه والدعاء له والتزام طاعته وعدم الخروج عليه والجهاد معه.

* وأيضا فليس للكافر سلطان ولا ولاية على المسلم أو المسلمة في زواج ولا غيره،.

* وكذلك فإن الكافر لا يُدفن في مقابر المسلمين ولا يرث مسلما ولا يرثه مسلم في

(1) سورة يوسف، الآية: 118.

(2) رواه البخاري ومسلم وأحمد والترمذي من حديث ابن مسعود رضي الله عنه، والترمذي والحاكم من حديث عمران بن حصين رضي الله عنه.

(3) راجع شرح صحيح مسلم للنووي ج 12/ 229، فتح الباري ج 13/ 10: 11، دار الريان للتراث.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام