فهرس الكتاب
الصفحة 38 من 393

فرضه على أهل ذلك الموضع إلى أن قال رحمه الله:

والذي يلزم الجميع ما لا يسع الإنسان جهله من جملة الفرائض المفترضة عليه، نحو الشهادة باللسان والإقرار بالقلب بأن الله وحده لا شريك له؛ ولا شبه له؛ ولا مثل له؛ لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد، خالق كل شيء وإليه مرجع كل شيء، المحيي المميت الحي الذي لا يموت.

والذي عليه جماعة أهل السنة أنه لم يزل بصفاته وأسمائه، ليس لأوليته ابتداء ولا لآخريته انقضاء، وهو على العرش استوى.

والشهادة أن محمدا عبده ورسوله وخاتم أنبيائه حق، وأن البعث بعد الموت للمجازاة بالأعمال.

والخلود في الآخرة لأهل السعادة بالإيمان والطاعة في الجنة، ولأهل الشقاوة بالكفر والجحود في السعير، .... وذكر رحمه الله فرائض الإسلام من الصلاة والصيام والحج والزكاة وتحريم الزنى والربا والخمر والخنزير والغصب والرشوة وتحريم الظلم وقتل النفس المؤمنة بغير حق، وما كان مثل هذا مما قد نطق به الكتاب وأجمعت عليه الأمة. اهـ [1] .

قال الغزالي رحمه الله: فإذا بلغ الرجل العاقل بالاحتلام أو السن ضحوة نهار مثلا، فأول واجب عليه تعلم كلمتي الشهادة وفهم معناها، وهو قول لا إله إلا الله محمد رسول الله، إلى أن قال:

فإن كان في بلد شاع فيه الكلام وتناطق الناس بالبدع فينبغي أن يُصان في أول بلوغه عنها بتلقينه الحق، فإنه لو أُلقي إليه الباطل لوجبت إزالته عن قلبه وربما عسر ذلك.

كما أنه لو كان هذا المسلم تاجرا وقد شاع في البلد معاملة الربا وجب عليه الحذر من الربا، وهذا هو الحق في العلم الذي هو فرض عليه، ومعناه العلم بكيفية العمل

(1) جامع بيان العلم لابن عبد البر، ج 1/ 9: 11. باختصار.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام