فهرس الكتاب
الصفحة 337 من 393

الأسود العنسي الليلة قتله رجل صالح من قوم صالحين) وقصته مشهورة. اهـ [1]

وذكر ابن جرير الطبري في تاريخه قصة فيروز بإسناده عن الضحاك بن فيروز عن فيروز قال: قدم علينا وبر بن يحنس بكتاب النبي - صلى الله عليه وسلم - يأمرنا فيه بالقيام على ديننا والنهوض في الحرب والعمل في الأسود إما غيلة وإما مصادمة؛ وأن نبلغ عنه من رأينا أن عنده نجدة ودينا.

فعملنا في ذلك، وقد ذكر الطبري رحمه الله أن فيروز ومن معه احتالوا على الأسود وأظهروا متابعته حتى تمكنوا من قتله، وقد أثنى النبي - صلى الله عليه وسلم - على فيروز. اهـ [2]

ومما يدل أيضا على جواز خداع الكفار والتظاهر بموافقتهم على منهجهم حتى يتم القضاء عليهم ما ورد في قصة قتل كعب بن الأشرف وابن أبي الحقيق وخالد بن سفيان الهزلي.

وقد روى قصة اغتيال كعب بن الأشرف البخاري ومسلم عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: (من لكعب بن الأشرف فإنه قد آذى الله ورسوله؟، فقام محمد بن مسلمة فقال: يا رسول الله أتحب أن أقتله؟ قال - صلى الله عليه وسلم: نعم، قال: فأئذن لي أن أقول شيئا، قال: قل، فأتاه محمد بن مسلمة فقال: إن هذا الرجل قد سألنا الصدقة وإنه قد عنانا؛ وإني قد أتيتك أستسلفك الحديث.

وفي مرسل عكرمة قال محمد بن مسلمة: ائذن لنا أن نصيب منك فيطمئن إلينا، قال - صلى الله عليه وسلم: (قولوا ما شئتم) .

ورواه ابن إسحاق بإسناد حسن وفيه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - مشى معهم إلى بقيع الغرقد ثم وجههم فقال: (انطلقوا على اسم الله؛ اللهم أعنهم) .

وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله: وعند الواقدي أن كعبا قال لأبي نائلة: أخبرني ما

(1) الجواب الصحيح فيمن بدل دين المسيح، ج 1/ 109.

(2) تاريخ الطبري، ج 2/ 247: 257، وفتح الباري، ج 8/ 93.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام