فهرس الكتاب
الصفحة 29 من 393

وكذلك قال شمس الدين الخسروشاهي - وكان من أجلّ تلامذة فخر الدين الرازي - لبعض الفضلاء وقد دخل عليه يوما فقال: ما تعتقد؟ قال: ما يعتقده المسلمون، فقال: وأنت منشرح الصدر لذلك مستيقن به؟ فقال: نعم، فقال: اشكر الله على هذه النعمة، لكني والله ما أدري ما أعتقد، ما أدري ما أعتقد، ما أدري ما أعتقد، وبكى حتى أخضل لحيته.

ولابن الحديد الفاضل المشهور بالعراق:

فِيكَ يَا أُغْلُوطَةَ الْفِكَرِ حَارَ أَمْرِي وَانْقَضَى عُمُرِي

سَافَرَتْ فِيكَ الْعُقُولُ فَمَا رَبِحَتْ إِلَّا أَذَى السَّفَرِ

فَلَحَى اللَّهُ الْأُلَى زَعَمُوا أَنَّكَ الْمَعْرُوفُ بِالنَّظَرِ

كَذَبُوا إِنَّ الَّذِي ذَكَرُوا خَارِجٌ عَنْ قُوَّةِ الْبَشَرِ

قلت: فهذه أقوال أهل العلم والفضل، وكذلك أهل الكلام أنفسهم تدل على ذم ما يسمونه علم الكلام والفلسفة، والذي يسميه البعض - كذبا وزورا - علم أصول الدين أو علم العقائد

وقد أطلت بعض الشيء في نقل أقوالهم لأني رأيت هذا العلم يدرس في زماننا هذا في كثير من المعاهد الحكومية في بلاد المسلمين، فوجب التحذير من ذلك، وإن زعم أهله أنه علم نافع، فإنه لا ينتج إلا عقلا فاسدا وعقيدة حائرة ضالة، ولا ينتج عقيدة صالحة ولا علما نافعا وإن زعم أهله غير ذلك كذبا وزورا.

ومن العلم الذي لا ينفع كذلك بل يضر المرء في دينه ودنياه علوم التنجيم والسحر والكهانة، فإن الله تعالى نهى عنها وبين حقيقتها في كتابه العزيز حيث قال سبحانه وتعالى واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر وما أُنزل على الملكين ببابل هاروت وماروت وما يُعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر فيتعلمون منهما ما يُفرقون به بين المرء وزوجه وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله ويتعلمون ما يضرهم ولا ينفعهم ولقد علموا لمن اشتراه ما له في الآخرة من خلاق ولبئس ما شروا به أنفسهم لو كانوا

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام