فهرس الكتاب
الصفحة 165 من 393

عدم القدرة إذا توفرت الإرادة، هو من أجمع وأفضل ما قيل في هذه المسألة، وهو كلام محكم منضبط، وهو مشاهد معلوم.

وذلك أن العبد إذا كان محبا لله تعالى ولرسوله - صلى الله عليه وسلم - فإنه لا يمنعه من الطاعة إلا عدم القدرة من مرض أو عاهة أو غير ذلك من موانع القدرة.

ومن هنا يتبين لك كذب من يدعي الإيمان ومحبة النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو سليم البدن دون أن يكون لذلك أثر من أعمال الجوارح.

فرحم الله ابن تيمية ما أفقهه في دين الله تبارك وتعالى.

وقال ابن تيمية أيضا: وقد تبين لك أن الدين لا بد فيه من قول وعمل، وأنه يمتنع أن يكون الرجل مؤمنا بالله ورسوله بقلبه أو بقلبه ولسانه ولم يؤد واجبا ظاهرا، لا صلاة ولا زكاة ولا صياما ولا غير ذلك من الواجبات، لا لأجل أن الله أوجبها مثل أن يؤدي الأمانة أو يصدق الحديث أو يعدل في قسمه وحكمه من غير إيمان بالله ورسوله لم يخرج بذلك من الكفر.

فإن المشركين وأهل الكتاب يرون وجوب هذه الأمور، فلا يكون الرجل مؤمنا بالله ورسوله مع عدم شيء من الواجبات التي يختص بإيجابها محمد - صلى الله عليه وسلم -.

ومن قال بحصول الإيمان الواجب بدون فعل شيء من الواجبات، سواء جعل فعل تلك الواجبات لازما له أو جزءا منه، فهذا نزاع لفظي، كان مخطئا خطئا بينا، وهذه بدعة الإرجاء التي أعظم السلف والأئمة الكلام في أهلها، وقالوا فيها من المقالات الغليظة ما هو معروف. اهـ [1]

وقال أيضا رحمه الله: فإنا نعلم أن من سب الله ورسوله طوعا بغير كرهٍ، بل من تكلم بكلمات الكفر طائعا غير مكره، ومن استهزأ بالله وآياته ورسوله فهو كافر باطنا وظاهراً.

(1) مجموع الفتاوى ج 7/ 621، راجع / 556 ـ 558.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام