فهرس الكتاب
الصفحة 160 من 393

ظواهر الأعمال تدل عليه.

وإن هناك تلازما بين ظواهر الأعمال التي تظهر على الجوارح وبين ما في القلوب من أعمال وأقوال.

وإنه متى كان القلب ممتلئا بمحبة الله تعالى والخشية منه والرغبة والإنابة إليه ومحبة الرسول - صلى الله عليه وسلم - والانقياد والطاعة له، لزم من ذلك ضرورة انبعاث الجوارح بالطاعات وأنواع القربات.

وإنه يُحكم بالصلاح على الباطن بما يدل عليه العمل الظاهر، ويُحكم كذلك بالفساد على الباطن بحسب ما يدل عليه العمل الظاهر.

فمتى ظهر من المكلف إيمانٌ بالله تعالى وعملٌ بطاعته، فإن ذلك يكون دليلا على صلاح الباطن والعكس بالعكس.

وهذا أصل عام في الحكم على أعمال المكلفين على وجه العموم وفي كثير من الأحكام المتعلقة بالنية، وهذا والله أعلم من قبيل العمل بالقرائن والعلامات ودلائل الحال.

ومن المعلوم من أحكام الشريعة أن هذه القاعدة تتخلف في حالة المكره والمنافق ومن يلحق بهما، فإن ظاهر هؤلاء خلاف باطنهم، وهذا من المعلوم من أدلة الكتاب والسنة.

فقد قال الله تعالى عن المنافقين {يقولون بأفواههم ما ليس في قلوبهم} [1] ، وقال تعالى عنهم {إذا جاءك المنافقون قالوا نشهد إنك لرسول الله والله يعلم إنك لرسوله والله يشهد إن المنافقين لكاذبون} [2] .

فقد بين تبارك وتعالى أن ظاهر المنافقين خلاف باطنهم وأنهم يُظهرون خلاف ما

(1) سورة آل عمران، الآية: 167.

(2) سورة (المنافقون) ، الآية: 1.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام