فهرس الكتاب
الصفحة 103 من 393

تعالى {ومن يكفر بالإيمان فقد حبط عمله وهو في الآخرة من الخاسرين} [1] إلى غير ذلك من الآيات التي تدل على أن المكلف إذا وقع في الكفر أو الشرك الأكبر فقد خرج من الملة وحبط عمله كله.

ولذلك أهدر الله سبحانه وتعالى أعمال الكفار الذين يأتون بها يوم القيامة وجعلها هباء منثورا - مع أنها أعمال صحيحة من حيث الظاهر، ولو لم تكن صحيحة ما كانت معتبرة - حيث قال تبارك وتعالى {وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا} [2] ، وقال تعالى {مثل الذين كفروا بربهم أعمالهم كرماد اشتدت به الريح في يوم عاصف لا يقدرون مما كسبوا على شيء} [3] ، فقد أحبط الله أعمالهم لما أتوه من الكفر الأكبر ولم يقبلها منهم.

فالكفر المقصود في كلام شيخ الإسلام وغيره هو الكفر الأصغر دون الأكبر، وإلا فإن الكفر الأكبر موجب للخلود الأبدي ومحبط للأعمال كلها، فلا يصح حمل كلام العلماء على غير محمله أو وضعه في غير موضعه الذي يليق به والله تعالى أعلم.

(1) سورة المائدة، الآية: 55.

(2) سورة الفرقان، الآية: 23.

(3) سورة إبراهيم، الآية: 18.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام