فهرس الكتاب
الصفحة 96 من 477

نقطة أخرى أحب أن أذكرها هنا، وهي أن رفاق السوء يعتبرون من أهم المؤثرات المباشرة على طريقة قضاء الإجازة لأولادنا، فعندما يحدثهم أصدقاؤهم عن رحلة في الدول الأوروبية مثلاً وما فيها من لهو.. فإنهم سينشئون وفي قلوبهم شغف لارتياد هذه الأماكن، وكذلك إذا حدثهم زميل لهم عن قضاء قسم من الإجازة في مكة المكرمة، أو في صلة الرحم، واجتماعات الأسرة الكبيرة، فإنهم سيحبون ذلك.

وسألنا الأستاذة هدى الجاسم: هل ترين أن إجبار أولادنا على الانتساب إلى دورات علمية أو عملية قد يؤدي إلى ضغوطات نفسية عليهم خاصة بعد عام دراسي شاق؟

إذا نظرنا إلى الإجازة على أنها فترة ثلاثة أشهر كاملة تقريباً، عرفنا أن مسألة توظيف الإجازة في الرحلات أو الزيارات أو السفر أو أي شكل من أشكال التسلية لهو أمر صعب.

بالإضافة إلى ذلك فإن الدورات العلمية والعملية عادة ما تأخذ الوقت القليل من الإجازة، لذلك فإنني أرى أن مسألة توظيف الإجازة في إلحاق أبناءنا بالدورات العلمية والعملية، بالإضافة إلى دورات نشاطية ودورات تحفيظ قرآن أو من هذا القبيل لهو أمر ضروري للاستفادة من وقت فراغ كبير وضخم.

أضف إلى ذلك أنَّ تعود الأولاد على قضاء إجازتهم بدون عمل عقلي أو حفظي أو نشاط علمي أو عملي سيؤدي بهم إلى الركود والخمول والنوم، وأحياناً السهر واللهو، وهذا أمر سيئ للغاية، خاصة وأن أبناءنا مقبلين على فترة دراسية أخرى، وإذا تعودوا على الخمول أو الكسل، سيصعب عليهم معاودة النشاط الدراسي مرة أخرى مع بداية العام بشكل جيد.

على أن لا توظف الإجازة في الأمور العلمية والعملية (كما في السؤال) فحسب بل نحرص على التنويع بين ذلك الجانب والجانب الترفيهي أيضاً، مع الاهتمام بأمور الدين أيضاً كدورات تحفيظ القرآن التي تكثر في المساجد أيام الأجازات، وكذلك دورات الفقه والحديث والمحاضرات التي يلقيها بعض العلماء والفقهاء في المساجد والإكثار من أمور الخير التي تفيد في الدنيا والآخرة.

ولا بد أن أنبه هنا بألا تأخذ الدورات العملية أو العلمية كل أو معظم الإجازة لئلا يفقد الطالب إحساسه بالإجازة، ومن المفيد جدا أن تكون هذه الدورات قصيرة وبأوقات مناسبة.

وسألناها أيضاً: برأيك ما هي السلبيات التي قد تنجم على سلوك الأولاد إن تركناهم من غير توجيه أو تخطيط في الإجازة؟

إن قسماً كبيراً من المشاكل التي تحدث للشبان والفتيات تأتي في أوقات الإجازة؛ لأن الإجازة بالإضافة إلى كونها تتيح فرصة كبيرة من الفراغ الذي قد يؤدي بالبعض إلى اتخاذ وسائل جديدة وربما سيئة لتمضية الوقت، يُعتبر أيضاً مجالاً واسعاً لغياب الرقابة عليهم.

ففي أوقات الدراسة تشكل المدرسة عامل رقابة جيد يمتد عدة ساعات من اليوم، بالإضافة إلى ذلك اهتمام الأهل ومتابعة أعمال وإنجاز الأبناء وتحصيلهم العلمي، أما الإجازة، فإن فيها تغيب كامل لرقابة المدرسة، كذلك فإن غياب التحصيل العملي، يغيب معه مراقبة الأهل للأبناء، مما ينشأ عنه وقت فراغ بدون رقابة.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام