هذا الشاب هو واحد من الآلاف من شبابنا ، ممن أصيبوا بهذا المرض .. في لحظة واحدة ، وجد هذا الشاب نفسه مصاباً بمرض الإيدز .. هل كان هذا الشاب يظن أنه سيكون رقماً في إحصائيات الإيدز؟
كم نحزن ونتألم ونحن نرى الإحصائيات تتزايد، وشبابنا يتساقطون صرعى لهذا المرض على طريق الشهوة المحرمة .
وأقولها بكل أسف، كم من الأزواج الذين رجعوا إلى بلادهم, وقد جلبوا إلى زوجاتهم الهدايا التذكارية التي لا تنسى، من أمراض الإيدز والهربس وغيرها، فأصيبت المرأة الغافلة بسبب زوجها المجرم .
وقد وقفت على بعض هذه الحالات حينما التقيت ببعض الاطباء في المستشفى التخصصي بالرياض، بل والله إن القلب ليتقطع في بعض الحالات التي انتقل فيها مرض الإيدز إلى الطفل الذي في رحم أمه، الطفل الذي لم يرتكب ذنباً , ولم يفعل جرماً , تطأ قدمه الأرض وهو يحمل مرض الإيدز , بأي ذنب قتلت ؟
فأرجوك أخي الشاب، قبل أن تسافر للحرام ، اتق الله ، وتذكر عقوبة الله، وتباً للذة ساعة تعقبها الحسرة والندامة في الدنيا والآخرة.
نسأل الله تعالى أن يهدي ضالنا، ويرده إليه رداً جميلاً ، إنها على كل شيء قدير ، والحمد لله رب العالمين .
الخطبة الثانية
الحمد لله على إحسانه ...
عباد الله .. قبل السفر، هذه رسالة عاجلة، أبعثها إلى كل مسافر.
أخي المسافر .. قبل أن تحزم حقائبك، وتجمع أمتعتك، وتؤكِّد حجوزاتك ، أوصيك بإحسان النية، وإحسان اختيار الوجهة، واختيار الصحبة، ولا تنس أخي أن تتسلح بالاستخارة والاستشارة، وقبل ذلك كله: اتق الله حيثما كنت، واعتز بدينك أينما نزلت .
ورسالة حارة مشفقة إلى كل من عقد النية على السفر للحرام أو يعلم أنه لن يسلم من الحرام: اتق الله حيثما كنت، واخش الله في أرض نزلت .. وتذكر أخي أن هذه الأرض التي تمشي عليها، وتسافر إليها، ستتكلم يوم القيامة، وتشهد لك أو عليك في المحكمة الإلهية، (يومئذ تحدث أخبارها) .. والجوارح تشهد، والملائكة يشهدون ، وكفى بالله شهيداً .
أخي الحبيب .. هل أنت صادق مع الله ومع نفسك حينما تردد في دعاء السفر: اللهم إني أسألك في سفري هذا البر والتقوى ومن العمل ما ترضى .
أي بر وتقوى لمن عقد النية على الحرام، ومقارنة الآثام؟
يا عبد الله ، أين تفر من الله؟. من يصحبك ويؤمنك في سفرك؟ كيف تطلب من الله أن يكون الصاحب في السفر والخليفة في الأهل، وأنت تتمرد على أمره، وتعصيه في أرضه؟
لو حصل أدنى عطل في الطائرة لانتفض من الخوف قلبك .. ولو تحرك بك البحر أو ارتجت بك الأرض، أو اضطرب المكان ، أو تحرك اللصوص والعصابات لازداد هلعك .. فأين الخوف من جبار السماوات والأرض .
(أفأمن الذين مكروا السيئات أن يخسف الله بهم الأرض، أو يأتيهم العذاب من حيث لا يشعرون، أو يأخذهم في تقلبهم فما هم بمعجزين، أو يأخذهم على تخوف فإن ربكم لرؤوف رحيم) .. فاتق الله يا عبد الله، وراجع نفسك، وإياك أن تبيع دينك وآخرتك بلذة عابرة، وأيام معدودة، سرعان ما تمضي ملهياتها ، وتبقى تبعاتها .
هل ستموت أو تضيق بك الحياة إذا لم تسافر للخارج؟