فهرس الكتاب
الصفحة 62 من 477

وفي المجالات الاجتماعية: يمكن للشاب أو الفتاة أن يضع جدولا يوميا أو أسبوعيا أو غير ذلك، يشتمل على الأوقات المناسبة التي سيقوم فيها على التوالي بزيارة أرحامه وأقاربه وجيرانه وأصدقائه وأصدقاء والده... كل بحسب ظروفه وأحواله، قال النبي - صلى الله عليه وسلم: (لا يدخل الجنة قاطع رحم) . متفق عليه. وفي حديث آخر رواه الترمذي: (الخالة بمنزلة الأم) . وقال في حديث ثالث: (إن أبر البر أن يصل الرجل ود أبيه) . رواه مسلم.

كما يمكن استثمار هذه الزيارات في خدمة هؤلاء الأقرباء والأرحام المسنين والضعفاء، وقضاء حوائجهم أو إعانتهم عليها، ففي الحديث الذي رواه الترمذي أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (ما أكرم شاب شيخا لسنه إلا قيض الله له من يكرمه عند سنه) .

كما يمكن لمجموعة من الشباب أو الفتيات أن يقوموا بأنواع من الأعمال التطوعية كزيارة المرضى في المستشفيات ودور الرعاية، ليواسوهم ويجالسوهم ويقووا عزائمهم، وفي الحديث الشريف: (إذا عاد المسلم أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع، قيل: يا رسول الله، وما خرفة الجنة؟ قال: جناها) . رواه مسلم.

وفي المجالات الترويحية: يمكن للواحد أن يشترك في المراكز والأندية الرياضية بما فيها من ألعاب مشروعة، من سباحة وجري وكرة ونحوها مما يقوي الجسم ويصقل الذهن ويريح النفس، فالمؤمن القوي خير من المؤمن الضعيف.

كما يمكن له أن يسهم في الأنشطة والرسوم والأشغال اليدوية والمسابقات والألعاب الذهنية التي تستثير الذكاء وتعمل على توقد الذهن...

كما يمكن العمل - بالتعاون مع الجهات المختصة - على غرس بعض الأشجار أمام البيوت والعمارات والمساجد ونحوه... أو زيارة المتاحف والحدائق والمتنزهات....

ويمكن استثمار بعض أوقاته في السياحة وزيارة بعض الأماكن العلمية والتاريخية والأثرية والاصطيافية، وتدوين الفوائد والمنافع التي جناها منه....

هذا، وهناك مجالات أخرى كثيرة يمكن استثمار الأوقات في الاشتغال بها، أو تعلمها، أو إجادتها والارتقاء بها، كالاشتراك في دورات تعقد لتعليم الخط العربي وتحسينه، وتعليم الكمبيوتر واللغات. أو المشاركة في أنشطة الجمعيات الخيرية والاجتماعية ذات النفع العام النسائية والرجالية. أو العمل الكلي أو الجزئي في فروع بعض المؤسسات والمصانع الأهلية أو الحكومية...

هذه بعض النماذج غير المكلفة، بل هي ممتعة ومفيدة للفرد والمجتمع، ويمكن بسهولة الاشتغال بها وبأمثالها في تعبئة أوقات الفراغ في الإجازة الصيفية، بدقائقها وساعاتها وأيامه.

وإن الدقائق والساعات في أعمار الأمم وحياة الأفراد لها وزن وحساب، وهي بمجموعها أيام كثيرة، إذا انقضت دون استثمار وفائدة انقضى معها عمر الإنسان بلا معنى، ورحم الله أمير المؤمنين عمر - رضي الله عنه - حيث كان يقول: (إني أكره أن أرى أحدكم سبهللا - فارغا متعطلا - لا في عمل الدنيا، ولا في عمل الآخرة) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام