فهرس الكتاب
الصفحة 57 من 477

وقد عوض النبي أمته عما كان عليه أهل الجاهلية من زجر الطير والاستقسام بالأزلام بهذه الاستخارة.

ومن عزم على السفر فليبدأ بالتوبة من المعاصي ويخرج من مظالم الخلق ويقضي ما أمكنه من ديونهم، ويرد الودائع، ويكتب وصيته ويوكل من يقضي دينه ما لم يتمكن من قضائه ويترك لأهله ما يلزمهم من نفقة ونحوها إن لم يكونوا معه.

معاشر المسلمين، ومن الآداب أيضاً، أن يستعد للنزهة أو السفر استعداداً كاملاً، يأخذ فيه الاحتياطات اللازمة، ويهتم بجوانب السلامة في تنقلاته، من تفقد الإطارات، والتزام السرعة المقدرة له في الطرق، ونحو ذلك، وهذا وإن كان أمراً دنيوياً، والحفظ بيد الله إلا أنه أمر شرعي بالنسبة للولي، لا يجوز له أن يقصر فيه لأنه راعٍ في بيته وهو مسؤول عن رعيته، وهذا أمر يحصل التقصير فيه كثيراً، ويصاب كثير من الناس في كل عام مرة أو مرتين ثم لا يتوبون ولا هم يذكرون.

معاشر المسلمين، ومن الآداب أيضاً، يستحب للمسافر أن يختار يوم الخميس لسفره لحديث كعب بن مالك - رضي الله عنه - قال: (قل ما كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يخرج في سفر إلا في يوم الخميس) . رواه أبو داود.

والسنة أن يخرج باكراً، لحديث صخر بن وداعة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (( اللهم بارك لأمتي في بكورها ) )، وكان إذا بعث سرية أو جيشًا بعثهم من أول النهار، وكان صخر تاجرًا فكان يبعث تجارته أول النهار، فأثرى وكثر ماله، أخرجه أبو داود والترمذي.

ونهى رسول الله عن سفر الإنسان وحده، لحديث عبد الله بن عمر رضي عنهما قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: (( لو أن الناس يعلمون من الوحدة ما أعلم ما سار راكب بليل وحده ) )رواه البخاري.

ثم يودع الإنسان أهله وأقاربه فيقول: (( استودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه ) )ويقولون هم: (( نستودع الله دينك وأمانتك وخواتيم عملك ) ).

ولا ينسى في أول سفره دعاء السفر: (( اللهم إنا نسألك في سفرنا هذا البر والتقوى ومن العمل ما ترضى، اللهم هون علينا سفرنا هذا واطوِ عنا بعده، اللهم أنت الصاحب في السفر، والخليفة في الأهل، اللهم إنا نعوذ بك من وعثاء السفر، وكآبة المنظر، وسوء المنقلب في المال والأهل ) ).

وتعرض للمتنزه والمسافر أمور كثيرة، ولكل منها أدعية مخصوصة، منها ما قدمنا من ركوب الدابة وكذلك التسبيح والتكبير عند الارتفاع والانخفاض ونحو ذلك مما يدعونا إلى التأكيد على اصطحاب أمرين مهمين هما كتاب في الأذكار لعين الإنسان على أن يكون متصلاً بالله - تعالى -كما نؤكد على اصطحاب كتاب فقه ميسر لكي يعرف المتنزه الأحكام التي تعرض له.

معاشر المسلمين، ومن الآداب أيضاً، عند اختيار المكان لجلوس العائلة لا بد أن يكون ساتراً لهم ليتمكنوا من أخذ راحتهم والتعبير عن فرحتهم دون مبالغة في التشدد أو التساهل.

والناس في هذا متفاوتون، فمنهم من يتساهل جداً ويأخذ راحته وأولاده في مكان إنما هو من نواصي الطرقات ويراه فيه كل من مرّ أو جاء.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام