فهرس الكتاب
الصفحة 433 من 477

وقال:"والنظر أصل عامة الحوادث التي تصيب الإنسان، فالنظرة تولد خطرة، ثم تولد الخطرة فكرة، ثم تولد الفكرة شهوة، ثم تولد الشهوة إرادة تقوى فتصير جازمة، فيقع الفعل ولا بد، ما لم يمنع منه مانع. وفي هذا قيل: الصبر على غض البصر أيسر على ألم ما بعده، قال الشاعر:"

كل الحوادث مبدؤها من النظر *** ومعظم النار من مستصغر الشرر

كم نظرة بلغت من قلب صاحبها *** كمبلغ السهم بين القوس والوتر

والعبد ما دام ذا طَرْفٍ يقلبه *** في أعين الغيرِ موقوف على الخطرِ

يسر مقلته ما ضرّ مهجته *** لا مرحباً بسرورٍ عاد بالضرر" [12] "

ثالثا: منكرات الأفراح:

1-الإسراف في الطعام:

2-الإسراف في الإنارة:

السرف: تجاوز الحد في كل فعل يفعله الإنسان، وإن كان ذلك في الإنفاق أشهر، قال تعالى: {وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُواْ لَمْ يُسْرِفُواْ وَلَمْ يَقْتُرُواْ} [الفرقان:67] .

قال سفيان:"ما أنفقت في غير طاعة الله فهو سرف، وإن كان قليلاً" [13] .

وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: ما أَوْلَمَ النبي صلى الله عليه وسلم على شيء من نسائه ما أَوْلَمَ على زينب، أَوْلَمَ بشاة [14] .

3-إلقاء الدراهم ونحوها:

يعرف عند الفقهاء بالنثار، وفيه تعريض ما في بعضها من ذكر الله للمهانة، قال تعالى: {وَمَن يُعَظّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ عِندَ رَبّهِ} [الحج:30] . وفيه دناءة لمن التقطه وذل، ولا ينبغي لمسلم أن يعرّض أخاه لذلك، ولا ينبغي لمسلم أن يلتقطه، ولذلك كرهه من كرهه من الفقهاء.

قال شرف الدين الحجاوي:"وكره النثار والتقاطه"، قال البهوتي:"لما يحصل فيه من النهبة والتزاحم، وأخذه على هذا الوجه فيه دناءة، وسخف"، وقال ابن القاسم:"النثار شيء يطرح في أيام التزويج من دراهم أو غيرها، وسئل أحمد عن الجوز ينثره، فكرهه، وقال: يعطون أو يقسم عليهم. وفي رواية: لا يعجبني انتهاب الجوز، وأن يؤكل، والسكر كذلك، وكُره التقاطه في عرسٍ أو غيره" [15] .

4-اختلاط الرجال بالنساء:

ويحدث هذا كثيراً في الأفراح، ولقد كان النساء يعتزلن الرجال زمن النبي صلى الله عليه وسلم حتى في الطواف، قال عطاء: كانت عائشة رضي الله عنها تطوف حَجرةً من الرجال لا تخالطهم [16] .

قال ابن حجر:"قوله: (حَجْرة) بفتح المهملة وسكون الجيم بعدها راء، أي: ناحية، قال القزاز: هو مأخوذ من قولهم: نزل فلان حَجرة من الناس أي معتزلاً، وفي رواية الكشميهني (حجزة) بالزاي، وهي رواية عبد الرزاق فإنه فسّره في آخره، فقال: يعني محجوزاً بينها وبين الرجال بثوب" [17] .

وكان من أمر النبي صلى الله عليه وسلم أن جعل للنساء باباً في المسجد خاصاً بهن حتى لا يختلطن بالرجال، عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( لو تركنا هذا الباب للنساء ) ) [18] .

وعن نافع قال: إن عمر بن الخطاب كان ينهى أن يُدخل من باب النساء [19] .

5-الغناء والطرب:

وهذا المنكر وللأسف يعد ظاهرة منتشرة في الأفراح، والغناء ثبت تحريمه في الكتاب والسنة المطهرة.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام