فهرس الكتاب
الصفحة 410 من 477

كما نبهت الجمعية في بيانها إلى ضرورة عدم الانخداع بالقرار الصهيوني الخاص بوقف بناء الجسر، مؤكدة أنه فور اكتمال التصاريح من بلدية الاحتلال سيباشر بالعمل فيه، مشيرة إلى ما تسرب من وثائق لوسائل الإعلام أن الشرطة اشترطت على موافقتها لبناء الجسر أن يصمم لاستيعاب دخول 300 شرطي في دفعة واحدة إلى باحة المسجد الأقصى، وسيبنى الجسر على نحو يستوعبهم، كما أن بعض الأوراق تتحدث عن تغيير معالم المنطقة وتوسيع حائط البراق.

وأضاف البيان، أن حكومة الاحتلال، تهدف إلى تعزيز مكانتها لدى المتطرفين الذي يعملون ليل نهار من أجل بناء الهيكل المزعوم، علمًا بأن اليهود يعتقدون أن باب الهيكل موجود في منطقة باب المغاربة، حسب وصفه.

وشددت الجمعية على أن الحركة الإسلامية في أراضي الـ48،"ستظل خط المواجهة الأول للدفاع عن شرف الأمة ومقدساتها, ولن تسكت أبدًا عن الضيم والظلم الذي يلحق بكل حجر من حجارة المسجد الأقصى".

يريدون إقامة دولة إسرائيل الكبرى، وأن تكون القدس عاصمةً لها، كما يطمحون ويطمعون إلى هدم المسجد الأقصى، وبناء هيكلهم المزعوم على أساسه، يريدون إبادة دولة التوحيد والقرآن ، وإنشاء دولة التوراة والتلمود على أنقاضها ، عليهم من الله ما يستحقون ، فعلى مبادرات السلام السلام ، مع قومٍ هذا ديدنهم عبر التأريخ، وتلك أطماعهم ومؤامراتهم .

ولعل ما شهدته الساحة الفلسطينية هذه الأيام من مشاهد مرعبة ومآسي مروِّعة حيث المجازر والمجنزرات، والقذائف والدبابات، جُثثٌ وجماجم، حصار وتشريد، تقتيلٌ ودمار، في حرب إبادة بشعة، وانتهاك صارخ للقيم الإنسانية، وممارسة إرهاب الدولة الذي تقوم به الصهيونية العالمية، مما لم ولن ينساه التأريخ، بل سيسجّله بمداد قاتمة، تسطّرها دماء الأبرياء، الذين رويت الأرض بمسك دمائهم، من إخواننا وأخواتنا على أرض فلسطين المجاهدة، الذين يُذبَّحون ذبح الشياه. عشراتُ المساجد دمِّرت، ومئات البيوت هُدّمت، وآلاف الأنفس أُزهقت، كم نساءٍ أيِّمت، وأطفالٍ يُتِّمت، ومقابر جماعية أقيمت، فإلى متى الذل والمهانة والضعف والهزيمة والاستسلام؟! أما آن لهذا الهوان أن ينتهي، وللضعف والذل أن ينقضي، وليلِ الليل الطويل أن ينجلي؟! فهل تفيق أمتنا من سباتها؟! نداءٌ حار إلى قادة المسلمين ، أن أدركوا فلسطين قبل أن تضيع ، واعملوا على إنقاذ الأقصى قبل أن يُستقصى ، واعملوا على رأب صدعكم ، ولم شملكم ، وحماية دينكم ومقدساتكم .

فاليوم يستفيد اليهود من تفكك المسلمين ، وتطاحنهم وتناطحهم ، مستغلين هذا الهياج في فلسطين والعراق ، في غفلة سرقوها ، وحيلة مرقوها ، وفي ذِروة تداعيات الأحداث في الأمة ، وفي ظل التهاب الأوضاع في المنطقة ، بل وفي خضمّ تفجّر القضايا في العالم ، ووسط هذا الصمت العالمي ، والتخاذل الدولي ، والغليان في الشارع الإسلامي ، قام اليهود بمحاولة لهدم المسجد الأقصى المبارك الذي بارك الله حوله ، أيدٍ قذرة ، وأصابع متسخة ، تهم بتهويد المسجد الأقصى ، وجعله أمراً قد انقضى .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام