ومن أسباب الوقوع في هذه الفاحشة مشاهدة صور النساء ،وما ترك النبي صلى الله عليه وسلم أضر على الرجال فتنة من النساء ، وقد كثر في وقتنا الحاضر إطلاق البصر ومشاهدة الصور عن طريق الشاشات والمجلات .
ومن ذلك ما يوجد عند كثير من الناس من الاحتفاظ ببعض صور النساء في هاتفه النقال أو يحتفظ ببعض مقاطع الأفلام التي ترد عليه.
فالاحتفاظ بمثل هذه الصور أو بمثل هذه المقاطع أو استقبالها أو إرسالها أو تبادلها كل ذلك محرم ولا يجوز ومن الإعانة على الإثم والباطل ، قال الله عزوجل: { وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ} .
ومن الأسباب أيضاً اختلاط المرأة بالرجل في أماكن العمل فهذا من أعظم أسباب الفتنة والوقوع في الفاحشة، وفي الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( إياكم والدخول على النساء) فحذر النبي صلى الله عليه وسلم عن مجرد الدخول على النساء ،فكيف بالجلوس مع المرأة على مائدة واحدة والعمل معها وتبادل الكلام !كل ذلك لاشك فيه و لاريب من أعظم أسباب الوقوع في هذا الذنب العظيم.
وفي صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (خير صفوف الرجال أولها ، وشرها آخرها وخير صفوف النساء آخرها وشرها أولها) وإنما كان صف المرأة الأخير خيراً لكونه أبعد من الاختلاط بالرجال ،وكذلك أيضاً كان صف الرجال الأخير فيه شر لكونه أقرب إلى النساء .
عباد الله.. ومن الأسباب أيضاً ما حرمه الشارع مما يكون وسيلة للوقوع في هذا الذنب العظيم فمن ذلك مصافحة المرأة فإن هذا محرم ولا يجوز ولو كان من وراء حائل.
ومن ذلك سفر المرأة بلا محرم ،ومن ذلك استماع الغناء ، ومن ذلك أيضاً ما يوجد من بعض الرجال والنساء من المعاكسات الهاتفية ، وتصيّد حرمات المسلمين ،وانتهاكها عن طريق هذه الهواتف ،فإن هذا محرم ولا يجوز .
فليتق الله المسلم في إخوانه المسلمين وفي حرماتهم .
عباد الله.. ومما يقي من هذا الذنب العظيم تجنب هذه الأسباب التي أشرنا إليها ومن ذلك أيضاً قوة الإيمان بالله عزوجل وذلك يكون بالجهاد والنية والصبر والتضحية وضبط زمام النفس ،والتعالي عن هذه الشهوات المحرمة .
والإيمان بإذن الله حرس للمؤمن عن الوقوع في المحرمات وهو درع يحمي صاحبه من المهلكات لكن الزنا يخرم هذا الحزام من الأمان ويدك هذا الحصن الحصين إلا أن يتوب المسلم إلى ربه وفي الحديث: ( إن الإيمان سربال يسربله الله من يشاء فإذا ازنى العبد نزع منه سربال الإيمان فإن تاب رد عليه) .
ولا يجتمع الإيمان مع الزنا وفي الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن) فقالت عائشة حينما أوردت هذا الحديث: فإياكم وإياكم .
وفي الحديث أيضاً: ( إذا زنى الرجل خرج منه الإيمان كان عليه كالظلة فإذا انقلع رجع إليه الإيمان) .