فهرس الكتاب
الصفحة 300 من 477

ولا نمضي للحلول المقترحة قبل الوقوف عند وسائل الإعلام لنرى جرمها في حقِّ المجتمعات الإسلامية وخيانة بعضها التي تستوجب إصلاحاً بمبضعٍ أمضى من مقصِّ الرقيب وأحد؛ فمما جناه الإعلام العاهر دون الإعلام المحافظ:

1.تزهيد الرجال بالنساء من خلال عرض صور الفاتنات اللاتي لايوجد في النساء مثلهن ؛ وهؤلاء النسوة يقضين ساعاتٍ طويلةً للتزين على يد خبراء في تزيين الوجوه وتزييفها ؛ وأذكر أن رجلاً فتنته ممثلة ؛ فجهد حتى عرف عنوانها وسافر إليها حاملاً هديةً ثمينة ؛ فلما بلغ مسكنها وجده متواضعاً في حيٍّ شعبي وشاهدها بصورتها الحقيقية التي لا تلفت النظر بله الافتتان !

2.تزهيد النساء بالرجال لما يرين خلف الشاشات من صور الشباب المترفه المتأنق المثقف المقتدر مادياً و"الرومانسي"للغاية وهذا ما لا يوجد في الحقيقة .

3.الترويج للفجور والدعارة وكل قبيح من القول والفعل من خلال الإعلانات أو التعريف بالبرامج السياحية المشبوهة أو الإخبار عن طرق"الوقاية"من المرض والحمل ؛ ويكفي فتنة الرجال بكل قبيح وجهه حسن ليتجشم الشبان المصاعب لبلوغ الوحل ومن خاض في الوحل تلوث .

4.تحسين القبيح وتقبيح الحسن ؛ ونظرةٌ واحدة لحال المعدد في التمثيليات تكفي لتشويه هذا الحل الإسلامي الفاعل لمشكلة العنوسة ، وبالمقابل فنظرة للصديق مع صديقته كفيلةٌ بترويج هذا المبدأ الفاجر بين المسلمين .

5.عدم العناية بموضوع العنوسة وهي مشكلة عامة للجنسين ؛ ولو أن رجلاً ظلم امرأة مرة واحدة لكُتبت المقالات واستنفرت البرامج الحوارية طاقاتها للحديث عن هذه المأسأة !

6.تضخيم جانب عمل المرأة ودراستها على حساب الزواج والأسرة ، ولو شُغلت الصحافة والوزارات المعنية بموضوع عمل الشباب ومقاومة بطالتهم لعالجنا مشكلة البطالة الرجالية وأكثر من نصف مشكلة العنوسة .

7.إيهام المرأة باستغنائها عن الزوج؛ ولو افترضنا صحة ذلك فكيف لنا باستغنائها عن معاني الأمومة ؟ سيقول لنا المرجفون: تربي طفلاً أو طفلة من مجهولي النسب ؛ وحينها سنقول لهم: مَنْ الذي هيَّج غريزة والد هذا اللقيط المسكين وغريزة والدته ؟ وهل ابن البطن كابن الشارع ؟

8.لا توجد مساحة كافية في وسائل الإعلام للحديث عن مشاريع المساعدة على الزواج والتوفيق بين الجنسين بالحلال ؛ وقد يعود السبب إلى أحادية هذه الوسائل وإقصائها المتعمد لمن تخالفه ويخالفها حتى لو كان عمله مفيداً للمجتمع بأسره .

9.إشاعة المباهاة في الزواج من خلال الإغراق في نشر صور الحفلات والدعايات حتى للأشياء التافهة كقصائد عقد القران وقصائد ليلة الزواج وغيرها .

10.سوء أفكار بعض الكاتبات والإعلاميات تجاه الأسرة والمرأة؛ وقد تتبعت حال بعضهن فوجدت منهن المطلقة ومَنْ تجاوزت الخامسة والأربعين بلا زواج ولا أعجب من رغبتهن بتعميم التجربة الفاشلة.

وكما أنه ليس من داءٍ إلا جعل الله له دواءً كما صح بذلك الخبر عن سيد البشر عليه الصلاة والسلام ؛ فكذلك هذه المشكلة الاجتماعية لها حلول متيسرة بحمدالله أو تحتاج بعض العناء والجهد ؛ فمنها:

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام