عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما ، قال:"نهى النبي: - صلى الله عليه وسلم - أن يطرق الرجل أهله ليلاً"وعند مسلم:"إذا قدم أحدكم ليلاً فلا يأتين أهله طروقاً حتى تستحد المغيبة، وتمتشط الشعثة"وعنده أيضاً:"نهى رسول الله: - صلى الله عليه وسلم - أن يطرق الرجل أهله ليلاً يتخونهم، أو يلتمس عثراتهم" [رواه البخاري، ومسلم] .
فينبغي للمسافر إذا رجع إلى أهله أن لا يدخل عليهم ليلاً، حتى لا يرى ما يكره في أهله من سوء المنظر. قال النووي: ... أنه يكره لمن طال سفره أن يقدم على امرأته ليلاً، بغتة، فأما من كان سفره قريباً تتوقع امرأته إتيانه ليلاً فلا بأس، كما قال في إحدى الروايات: إذا أطال الرجل الغيبة. وإذا كان في قفل عظيم أو عسكر ونحوهم واشتهر قدومهم ووصولهم وعلمت امرأته وأهله أنه قادم معهم وأنهم الآن داخلون فلا بأس بقدومه متى شاء لزوال المعنى الذي نهي بسببه، فإن المراد أن يتأهبوا وقد حصل ذلك ولم يقدم بغتة [شرح مسلم] قلت: ومثله إذا علموا بقدومه عن طريق أجهزة الاتصال ونحوها .
استحباب رجوع المسافر لأهله بعد قضاء حاجته وعدم الإطالة:
يستحب للمسافر إذا نال مراده من سفره أن يعود سريعاً إلى أهله، ولا يمكث فوق حاجته. وقد أرشد إلى هذا رسول الله: - صلى الله عليه وسلم - . فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي: - صلى الله عليه وسلم - قال:"السفر قطعة من العذاب: يمنع أحدكم طعامه وشرابه ونومه. فإذا قضى نهمته فليعجل إلى أهله" [رواه البخاري، ومسلم] . قال ابن حجر: وفي الحديث كراهة التغرب عن الأهل لغير حاجة، واستحباب استعجال الرجوع ولا سيما من يخشى عليهم الضيعة بالغيبة ، ولما في الإقامة في الأهل من الراحة المعينة على صلاح الدين والدنيا ، ولما في الإقامة من تحصيل الجماعات والقوة على العبادة"فتح الباري".
استحباب صلاة ركعتين في المسجد عند قدوم البلد:
من هديه: - صلى الله عليه وسلم - أنه كان إذا قدم من سفر، فإن أول شيء كان يبادر إليه هو الصلاة في المسجد ركعتين. قال كعب بن مالك رضي الله عنه: [ إن النبي: - صلى الله عليه وسلم -: كان إذا قدم من سفر ضحى دخل المسجد فصلى ركعتين قبل أن يجلس ] [رواه البخاري، ومسلم] وهذه من السنن المهجورة، التي قل من يطبقها، فنسألك اللهم اتباعاً لسنة نبيك: - صلى الله عليه وسلم - ظاهراً وباطناً، وبالله التوفيق،،
ما يقوله المسافر إذا أشرف على مدينته:
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال:"كنا مع النبي: - صلى الله عليه وسلم - مقفلة من عسفان ورسول الله: - صلى الله عليه وسلم - على راحلته وقد أردف صفية بنت حيي، فعثرت ناقته فصرعا جميعاً ، فاقتحم أبو طلحة فقال: يا رسول الله جعلني الله فداءك، قال: علينك المرأة. فقلب ثوباً على وجهه وأتاها فألقاه عليها، وأصلح لهما مركبهما فركبا واكتنفنا رسول الله: - صلى الله عليه وسلم - . فلما أشرفنا على المدينة قال: آئبون، تائبون، عابدون لربنا حامدون، فلم يزل يقول ذلك حتى دخل المدينة".