أخونا أحمد الشهري شاب مشلول من نزلاء مستشفى النقاهة ، لا يتحرك منه إلا رأسه !! وقد وضع له جهاز مطاطي تحت ذقنه لتحريك كرسيه لليمين أو الشمال ، ومع ذلك فهو يدعو إلى الله ويلقي الكلمات يحضر الدروس ويصلي على الجنائز .. وإذا تحدث لا تمل من حديثه وعلمه ، نسأل الله تعالى أن ينفع به ويبارك فيه .
ومن النماذج المشرقة مل نقله أحد الإخوة عن الشيخ عبد العزيز الراجحي حفظه الله ، من حرصه العجيب على اتباع الجنائز وزيارة المريض والصدقة .. وربما كان للشيخ كلمة يوم الخميس بجامع الراجحي ، فيلقي الكلمة ، ثم يتبع الجنازة ، ويزور مريضاً ، ويتصدق .. يطبق حديث أبي بكر الصديق رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من أصبح منكم اليوم صائماً ؟ قال أبو بكر: أنا . قال فمن تبع منكم اليوم جنازة ؟ قال: أبو بكر: أنا . قال: فمن أطعم منكم اليوم مسكينا ؟ قال: أبو بكر: أنا . قال: فمن عاد منكم اليوم مريضا ؟ قال أبو بكر: أنا . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"ما اجتمعن في امرئ إلا دخل الجنة".
ويضاف إلى هذا الأمر ما عرف عن الشيخ من اشتغاله بالعلم وملازمة الدروس ، والحرص على الفوائد والمسائل ، وقد أدركت دروس شيخنا عبد العزيز بن باز رحمه الله في أواخر عمره ، فكنت أتعجب عندما أرى الشيخ عبد العزيز الراجحي وقد شابت لحيته يزاحم صغار الطلاب بعد الدرس ليسمع إجابات الشيخ ابن باز وهو يمشي بعد الدرس . فنسأل الله ان يثبت الشيخ ويبارك في عمره .
6)أن هذا الوقت هو محل الحساب يوم القيامة ، وكل إنسان محاسب على أوقات عمره كلها وما يشغلها به من أعمال وأقوال، قال الله تعالى: (ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد) .
روى الترمذي وغيره بسند صحيح عن أبي برزة الأسلمي عن النبي قال: (لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن عمره فيما أفناه ، وعن علمه فيم فعل فيه ، وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه ، وعن جسمه فيم أبلاه) . وفي رواية (وعن شبابه فيما أبلاه) كما في حديث ابن مسعود عند الترمذي ومعاذ عند البيهقي وغيره .
إذا عرفنا خصائص الوقت وشرفه وأهميته ، فإننا لا بد من استغلال الوقت بالأعمال النافعة في الدنيا والآخرة .
2)أحوال الشباب في الإجازة:
لقد بدأت الإجازة .. فيا ترى ماذا أعددننا لقضائها؟
من المؤسف أن نرى هذا الضياع الذي يعيشه الكثير من الشباب والفتيات في الإجازة .
بل إن كثيراً من المشاكل التي تحدث للشباب والفتيات تأتي في أوقات الإجازة؛ نظراً لوجود هذا الفائض الضخم الفراغ الذي قد يؤدي بالبعض إلى اتخاذ وسائل جديدة وربما سيئة لقضاء الوقت، إضافة لغياب الرقابة عليهم .
في حوارات سريعة مع بعض الطلاب في المرحلة المتوسطة بالمنطقة الشرقية ، حول قضاء الوقت في الإجازة ، كانت النتائج مدعاة للضحك وهي في ذات الوقت تنم عن مأساة يقع فيها أولادنا في الإجازة . ما هو أبرز شيء عملته في الإجازة؟ هذا يقول:
1.في السهر مع الاصدقاء على الكورنيش الى الفجر .
2.الدوران على السيكل من الساعة 8 مساء الى 10 صباحاً.
3.في النوم ولعب السوني .