1 -فله الأحكام القدرية حيث جرت الأقدار كلها والإيجاد والإعداد، والإحياء والإماتة، وغير ذلك على مقتضى قضائه وقدره.
2 -وله الأحكام الشرعية حيث أرسل رسله، وأنزل كتبه، وشرع شرائعه، وخلق الخلق لهذا الحكم، وأمرهم أن يمشوا على حكمه في عقائدهم وأخلاقهم وأقوالهم وأفعالهم وظاهرهم وباطنهم، ونهاهم عن مجاوزة هذا الحكم الشرعي.
3 -وله الأحكام الجزائية وهي الجزاء على الأعمال خيرها وشرها في الدنيا والآخرة وإثابة الطائعين، وعقوبة العاصين، وكل هذه الأحكام تابعة لعدله وحكمته وكلها من معاني ملكه.
ومن معاني ملكه: إنزال كتبه، وإرسال رسله، وهداية العالمين، وإرشاد الضالين، وإقامة الحجة والمعذرة على المعاندين المكابرين، ووضع الثواب والعقاب مواضعها، وتنزل الأمور منازلها إلى غير ذلك من التدبير والتصرف في مملكته بما شاء سبحانه.
قال ابن القيم رحمه الله:"إن حقيقة الملك إنما تتم بالعطاء والمنع والإكرام والإهانة، والإثابة والعقوبة، والغضب والرضا، والتولية والعزل، وإعزاز من يليق به العز، وإذلال من يليق به الذل، قال تعالى: (قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ(26) تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَتُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَتَرْزُقُ مَنْ تَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ) [آل عمران: 26 - 27] ، وقال تعالى: (يَسْأَلُهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ) [الرحمن: 29] ، يغفر ذنباً، ويفرج كرباً، ويكشف غمّاً، وينصر مظلوماً، ويأخذ ظالماً، ويفك عانياً، ويغني فقيراً، ويجبر كسيراً، ويشفي مريضاً، ويقيل عثرة، ويستر عورة، ويعز ذليلاً، ويذل عزيزاً، ويعطي سائلاً، ويذهب بدولة، ويأتي بأخرى، ويداول الأيام بين الناس، ويرفع أقواماً، ويضع آخرين، يسوق المقادير التي قدرها قبل خلق السموات والأرض بخمسين ألف عام إلى مواقيتها فلا يتقدم شيء منها ولا يتأخر، بل كلٌّ منها قد أحصاه كما"