فهرس الكتاب
الصفحة 909 من 1408

(ف) : قال الإمام أحمد: ذكر الله تعالى الصبر في تسعين موضعاً من كتابه. وفي الحديث الصحيح:"الصبر ضياء"رواه أحمد ومسلم، وللبخاري ومسلم مرفوعاً:"ما أعطى أحد عطاء خيراً أوسع من الصبر"قال عمر - رضي الله عنه: وجدنا خير عيشنا بالصبر رواه البخاري. قال علي - رضي الله عنه:"إن الصبر من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد - ثم رفع صوته - فقال: ألا إنه لا إيمان لمن لا صبر له".

واشتقاقه: من صبر إذا حبس ومنع. والصبر حبس النفس عن الجزع، وحبس اللسان عن التشكي والتسخط، والجوارح عن لطم الخدود وشق الجيوب ونحوهما ذكره ابن القيم رحمه الله .

(ق) : (الصبر) . في اللغة: الحبس، ومنه قولهم: (قتل صبرا) ، أي: محبوسا مأسورا.

وفي الاصطلاح: حبس النفس على أشياء وعن أشياء، وهو ثلاثة أقسام:

الأول: الصبر على طاعة الله ، كما قال تعالى: { وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا } (طه: من الآية132) ، وقال تعالى: { إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ تَنْزِيلاً - فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ } (الإنسان: 23-24) ، وهذا من الصبر على الأوامر، لأنه إنما نزل عليه القرآن ليبلغه، فيكون مأمورا بالصبر على الطاعة وقال تعالى: { وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ } (الكهف: 28) . وهذا صبر على طاعة الله .

الثاني: الصبر عن معصية الله ، كصبر يوسف - عليه السلام - عن إجابة امرأة العزيز حيث دعته إلى نفسها في مكانة لها فيها العزة والقوة والسلطان عليه، ومع ذلك صبر وقال: { قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنَ الْجَاهِلِينَ } (يوسف: 33) . فهذا صبر عن معصية الله .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام