وهناك احتمال: أن من كانت هذه حاله حري أن يختم له بسوء الخاتمة، فيموت كافرا، فيكون هذا الوعيد باعتبار ما يؤول حاله إليه، وحينئذ لا يبقى في المسألة إشكال؛ لأن من مات على الكفر؛ فلن يدخل الجنة، وهو مخلد في النار، وربما يؤيده قوله - صلى الله عليه وسلم: (لا يزال المرء في فسحه من دينه ما لم يصب دما حراما) (1) ؛ فيكون هذا قولا خامسا.
(ف) : وأحسن ما يقال: إن كل عمل دون الشرك والكفر المخرج عن ملة الإسلام فإنه يرجع إلى مشيئة الله ، فإن عذبه فقد استوجب العذاب، وإن غفر له فبفضله وعفوه ورحمته.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فيه مسائل:
الأولى: الحكمة في خلق النجوم.
الثانية: الرد على من زعم غير ذلك.
الثالثة: ذكر الخلاف في تعلم المنازل.
الرابعة: الوعيد فيمن صدق بشيء من السحر ولو عرف أنه باطل.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(ق) :فيه مسائل:
الأولى: الحكمة في خلق النجوم. وهي ثلاث:
أنها زينة للسماء.
ورجوم للشياطين.
وعلامات يهتدى بها.
وربما يكون هناك حِكم أخرى لا نعلمها.
الثانية: الرد على من زعم غير ذلك. لقول قتادة: (من تأول فيها غير ذلك؛ أخطأ، وأضاع نصيبه، وتكلف ما لا علم له به) .
ومراد قتادة في قوله: (غير ذلك) ما زعمه المنجمون من الاستدلال بالأحوال الفلكية على الحوادث الأرضية، وأما ما يمكن أن يكون فيها من أمور حسية سوى الثلاث السابقة؛ فلا ضلال لمن تأوله.
الثالثة: ذكر الخلاف في تعلم المنازل. سبق ذلك.
الرابعة: الوعيد فيمن صدق بشيء من السحر ولو عرف أنه باطل.
من صدق بشيء من التنجيم أو غيره من السحر بلسانه ولو اعتقد بطلانه بقلبه؛ فإن عليه هذا الوعيد، كيف يصدق وهو يعرف أنه باطل؛ لأنه يؤدي إلى إغراء الناس به وبتعلمه وبممارسته؟!.
(1) البخاري: كتاب الديات / باب قوله تعالى: { ومن يقتل مؤمنا متعمدا … } ، حديث (6862) .