العاشرة: التصريح بأن الطيرة شرك.
الحادية عشرة: تفسير الطيرة المذمومة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فيه مسائل:
الأولى: التنبيه على قوله: { ألا إنما طائرهم عند الله } ، مع قوله: { طائركم معكم } . أي: لكي يتنبه الإنسان، فإن ظاهر الآيتين التعارض، وليس كذلك؛ فالقرآن والسنة لا تعارض بينهما ولا تعارض في ذاتهما، إنما يقع التعارض حسب فهم المخاطب، وقد سبق بيان الجمع أن قوله: { ألا إنما طائرهم عند الله } أن الله هو المقدر ذلك، وليس موسى ولا غيره من الرسل، وأن قوله: { طائركم معكم } من باب السبب؛ أي: أنتم سببه.
الثانية: نفي العدوى. وقد سبق أن المراد بنفيها نفي تأثيرها بنفسها لا أنها سبب للتأثير؛ لأن الله قد جعل بعض الأمراض سببا للعدوى وانتقالها.
الثالثة: نفي الطيرة. أي: نفي التأثير لا نفي الوجود.
الرابعة: نفي الهامة. والخامسة: نفي الصفر. وقد سبق تفسيرهما.
السادسة: أن الفأل ليس من ذلك، بل مستحب. تؤخذ من قول النبي - صلى الله عليه وسلم: (يعجبني الفأل) (1) ، وكل ما أعجب النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ فهو حسن، قالت عائشة رضي الله عنها: (كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يعجبه التيمن في تنعله وترجله وطهوره وفي شأنه كله) (2) .
السابعة: تفسير الفأل. فسره النبي - صلى الله عليه وسلم - بأنه: الكلمة الطيبة، وسبق أن هذا التفسير على سبيل المثال لا على سبيل الحصر؛ لأن الفأل كل ما ينشط الإنسان على شيء محمود؛ من قول، أو فعل مرئي أو مسموع.
(1) تقدم تخريجه قريباً في هذا الباب وهو في الصحيحين.
(2) البخاري: كتاب الوضوء / باب التيمن في الوضوء والغسل، حديث (168) ، ومسلم: كتاب الطهارة/ باب التيمن في الطهور وغيره، حديث (268) .