(ق) : ومعنى الخط بالأرض معروف عندهم، يضربون به على الرمل على سبيل السحر والكهانة، ويفعله النساء غالباً، ولا أدري كيف يتوصلون إلى مقصودهم وما يزعمونه من علم الغيب، وأنه سيحصل كذا على ما هو معروف عندهم؟ ! وهذا نوع من السحر.أما خط الأرض ليكون سترة في الصلاة، أو لبيان حدودها ونحو ذلك؛ فليس داخلاً في الحديث.
فإن قيل: قد صح عن الرسول - صلى الله عليه وسلم - أنه سئل عن نبي من الأنبياء يخط؛ فقال: من وافق خطه؛ فذاك (1)
قلنا: يجاب عنه بجوابين:
الأول: أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - علقه بأمر لا يتحقق الوصول إليه؛ لأنه قال: فمن وافق خطه فذاك، وما يدرينا هل وافق خطه أم لا؟
الثاني: أنه إذا كان الخط بالوحي من الله تعالى كما في حال هذا النبي؛ فلا بأس به؛ لأن الله يجعل له علامة ينزل الوحي بها بخطوط يعلمه إياها.
أما هذه الخطوط السحرية؛ فهي من الوحي الشيطاني، فإن قيل: طريقة الرسول - صلى الله عليه وسلم - أنه يسد الأبواب جميعاً خاصة في موضوع الشرك؛ فلماذا لم يقطع ويسد هذا الباب؟
فالجواب: كان هذا والله أعلم أمر معلوم، وهو أن فيه نبياً من الأنبياء يخط، فلا بد أن يجيب عنه الرسول- صلى الله عليه وسلم -.
(ت) : قوله من الجبت أي من أعمال السحر قال القاضي والجبت في الأصل الفشل الذي لا خير فيه ثم استعير لما يعبد من دون الله وللساحر والسحر وقال الطيبي من فيه إما ابتدائية أو تبعيضية فعلى الأول المعنى الطيرة ناشيئة من الساحر وعلى الثاني المعنى الطيرة من جملة السحر والكهانة أو من جملة عبادة غير الله أي الشرك يؤيده قوله في الحديث الآتي الطيرة شرك انتهى وفي الحديث دليل على تحريم التنجيم لأنه إذا كان الحظ ونحوه الذي هو من فروع النجامة من الجبت فكيف بالنجامة.
(1) مسلم: كتاب المساجد وتحريم الصلاة / باب تحريم الكلام في الصلاة ونسخ ما كان إباحته حديث (537) .