(ق) : وقوله: (الطيرة) ؛ أي: من الجبت، على وزن فعلة، وهي اسم مصدر تطير، والمصدر منه تطير، وهي التشاؤم بمرئي أو مسموع، وقيل: التشاؤم بمعلوم مرئياً كان أو مسموعاً، زماناً كان أو مكاناً، وهذا أشمل؛ فيشمل ما لا يرى ولا يسمع؛ كالتطير بالزمان.
(تم) : وحقيقة الطيرة أنه يرى شيئا من الطير تحرك يمينا أو يسارا فإن رآه تحرك يمينا تفاؤل به واعتقد أنه سينجح في هذا العمل أو في هذا السفر، وإن رآه تحرك شمالا قال: هذا معناه أني سأتضرّر في هذا السفر أو سيصيبني مكروه فرجع.
وقد قال -عليه الصلاة والسلام- (من ردته الطيرة عن حاجته فقد أشرك) (1) .
وقد يتشاءم بحركة شيء أو بكلمة يسمعها أو بشيء في الجو، أو بتصادم سيارة أمامه أو بسواد في الجو حصل أمامه، أو في ذلك اليوم الذي سينتقل فيه، أو يتشاءم بشيء حصل له في أول زواجه ونحو ذلك من أنواع التشاؤم، كالتشاؤم بالأشهر أو بالأيام هذا كله من أنواع الطيرة.
ولا يكون طيرة إلا إذا ردَّه عن حاجته أو جعله يقبل إلى حاجته، فإذا تشاءم وحمله ذلك التشاؤم على أن يقدم أو يحجم فإنه يكون متطيرا.
وكذلك في باب التفاؤل إذا رأى شيئا فجعله ذلك الشيء يقدم، ولولا ذلك الشيء الذي رآه ما أقدم فإن ذلك أيضا من الطيرة، وهي نوع من أنواع التأثيرات الخفية على القلوب وذلك ضرب من السحر0
(1) أخرجه أحمد 2/220.