(ف) : قوله ( الله ) قال الكسائي والفراء: أصله الإله، حذفوا الهمزة، وأدغموا اللام في اللام، فصارتا لاماً واحدة مشددة مفخمة. قال العلامة ابن القيم رحمه الله: الصحيح: أنه مشتق، وأن أصله الإله، كما هو قول سيبويه وجمهور أصحابه إلا من شذ. وهو الجامع لمعاني الأسماء الحسنى والصفات العلى. والذين قالوا بالاشتقاق إنما أرادوا أنه دال على صفة له تعالى. وهى الإلهية كسائر أسمائه الحسنى، كالعليم والقدير، والسميع، والبصير، ونحو ذلك. فإن هذه الأسماء مشتقة من مصادرها بلا ريب، وهى قديمة، ونحن لا نعني بالاشتقاق إلا أنها ملاقية لمصادرها في اللفظ والمعنى، لا أنها متولدة منه تولد الفرع من أصله. وتسمية النحاة للمصدر والمشتق منه: أصلاً وفرعاً. ليس معناه أن أحدهما متولد من الآخر. وإنما هو باعتبار أن أحدهما يتضمن الأخر وزيادة.
قال أبو جعفر بن جرير ( الله ) أصله (الإله) أسقطت الهمزة التي هي فاء الاسم. فالتقت اللام التي هي عين الاسم واللام الزائدة وهى ساكنة فأدغمت في الأخرى، فصارتا في اللفظ لاماً واحدة مشددة. وأما تأويل ( الله ) فإنه على معنى ما روى لنا عن عبد الله بن عباس قال: هو الذي يألهه كل شيئ ويعبده كل خلق وساق بسنده عن الضحاك عن عبد الله بن عباس قال: الله ذو الألوهية والعبودية على خلقه أجمعين فإن قال لنا قائل: وما دل على أن الألوهية هي العبادة وأن الإله هو المعبود، وأن له أصلاً في فعل ويفعل، وذكر بيت رؤبة بن العجاج.
لله در الغانيات المدة ... سبحن واسترجعن من تألهي