فهرس الكتاب
الصفحة 2 من 1408

والمصنف قد اقتصر في بعض نسخه على البسملة، لأنها من أبلغ الثناء والذكر للحديث المتقدم. وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - يقتصر عليها في مراسلاته، كما في كتابه لهرقل عظيم الروم ووقع لي نسخة بخطه رحمه الله تعالى بدأ فيها بالبسملة، وثنى بالحمد والصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - وآله. وعلى هذا فالابتداء بالبسملة حقيقي، وبالحمدلة نسبى إضافي، أي بالنسبة إلى ما بعد الحمد يكون مبدوءاً به.

والباء في"بسم الله"متعلقة بمحذوف، واختار كثير من المتأخرين كونه فعلاً خاصاً متأخراً.

أما كونه فعلا، فلأن الأصل في العمل للأفعال.

وأما كونه خاصاً، فلأن كل مبتدئ بالبسملة في أمر يضمر ما جعل البسملة مبدأ له.

وأما كونه متأخراً، فلدلالته على الاختصاص، وأدخل في التعظيم، وأوفق للوجود، ولأن أهم ما يبدأ به ذكر الله تعالى.

وذكر العلامة ابن القيم رحمه الله تعالى لحذف العامل فوائد، منها أنه موطن لا ينبغي أن يتقدم فيه غير ذكر الله . ومنها: أن الفعل إذا حذف صح الابتداء بالبسملة في كل عمل وقول وحركة.فكان الحذف أعم. أنتهي ملخصاً.

وباء"بسم الله"للمصاحبة. وقيل: للاستعانة. فيكون التقدير: بسم الله أؤلف حال كوني مستعيناً بذكره، متبركاً به. وأما ظهوره في { اقرأ باسم ربك } وفي { بسم الله مجريها } فلأن المقام يقضتى ذلك كما لا يخفى.

(ت) : قال المصنف رحمه الله تعالى: بسم الله الرحمن الرحيم.

الله علم على الرب تبارك وتعالى ذكر سيبويه انه أعرف المعارف ويقال إنه الاسم الأعظم لأنه يوصف بجميع الصفات كما قال تعالى { هُوَ الله الَّذِي لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ الله عَمَّا يُشْرِكُونَ…… إلى آخر السورة } (الحشر: 23) فأجرى الأسماء الباقية كلها صفات له.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام