فهرس الكتاب
الصفحة 261 من 1408

تؤخذ من دعاء النبي - صلى الله عليه وسلم - على هؤلاء الذين اتخذوا تمائم وودعاً، وليس هذا بغريب أن نؤمر بالدعاء على من خالف وعصى، فقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم:"إذا سمعتم من ينشد الضالة في المسجد، فقولوا: لا ردها الله عليك" (1) ،"وإذا رأيتم من يبيع أو يبتاع في المسجد، فقولوا: لا أربح الله تجارتك" (2) . فهنا أيضاً تقول له: لا أتم الله لك، ولكن الحديث إنما قاله الرسول - صلى الله عليه وسلم - على سبيل العموم، فلا نخاطب هذا بالتصريح ونقول لشخص رأينا عليه تميمة: لا أتم الله لك، وذلك لأن مخاطبتنا الفاعل بالتصريح والتعيين سوف يكون سبباً لنفوره، ولكن نقول دع التمائم أو الودع، فإن النبي - صلى الله عليه وسلم - يقولك"من تعلق تميمة، فلا أتم الله له، ومن تعلق ودعة، فلا ودع الله له".

(1) أخرجه مسلم، كتاب المساجد ومواضع الصلاة، باب النهي عن نشد الضالة في المسجد وما يقوله في سمع الناشد حديث (568) .

(2) الترمذي: كتاب البيوع /باب النهي عن البيع في المسجد، 2/472، وحسنه وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي، وقال الألباني: (حديث صحيح) الإرواء 5/134.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام