فهرس الكتاب
الصفحة 1321 من 1408

وقوله: (أشيمط) . هو الذي اختلط سواد شعره ببياضه لكبر سنه، وكبير السن قد بردت شهوته، وليس فيه ما يدعوه إلى الزنى، ولكنه زنى مما دل على خبث في إرادته، ولأنه عادة قد بلغ اشده واستوى وعرف الحكمة، وملكه عقله أكثر من هواه، فالزنى منه غريب، إذ ليس عن شهوة ملحة، ولكن عن سوء نية وقصد وضعف إيمان بالله، فصار السبب المقتضي لزناه ضعيفا، والحكمة التي نالها ببلوغ الأشد كبيرة، وكأن تقادم سنه يستلزم أن يغلب جانب العقل، لكنه خالف مقتضى ذلك، ولهذا صغره تحقيرا لشانه، فقال: (أٌشيمط) تصغير أشمط.

قوله (زان) صفة لأشيمط، وهو مرفوع بضمة مقدرة على الياء المحذوفة، والحركة التي على النون ليست حركة إعراب.

والزنى فعل الفاحشة في قبل أو دبر، وقد نهى الله عنه وبين أنه فاحشة، فقال: { ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة وساء سبيلا } (الإسراء: 32)

قوله: (عائل مستكبر) . أي: فقير، قال تعالى: { ووجدك عائلا فأغنى } (الضحى: 8) ، فالمقابلة هنا في قوله: { فأغنى } بينت أن المعنى عائلا: فقيرا.

والاستكبار: الترفع والتعاظم، وهو نوعان:

استكبار عن الحق بأن يرده أو يترفع عن القيام به.

واستكبار على الخلق باحتقارهم واستذلالهم، كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم - (الكبر بطر الحق وغمط الناس) (1) .

فالفقير داعي الاستكبار عنده ضعيف، فيكون استكباره دليلا على ضعف إيمانه وخبث طويته، ولذلك كانت عقوبته أشد.

قوله: (ورجل جعل الله بضاعته، لا يشتري إلا بيمينه، ولا يبيع إلا بيمينه) .

(1) مسلم: كتاب الإيمان / باب تحريم الكبر وبيانه، حديث (91) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام