فهرس الكتاب
الصفحة 1317 من 1408

مثال آخر: رجل قال: والله لأعينن فلانا على شيء محرم. فهذا يجب الحنث فيه والكفارة، ولا يعينه، لقوله تعالى: { ولا تعاونوا على الإثم والعدوان } . (المائدة: 2) .

وإذا كان الأمر متساويا والحنث وعدمه سواء في الإثم، فالأفضل حفظ اليمين.

كذلك من حفظ اليمين إخراج الكفارة بعد الحنث، والكفارة واجبة فورا، لأن الأصل في الواجبات هو الفورية، وهو قيام بما تقتضيه اليمين.

والكفارة: إطعام عشرة مساكين من أوسط ما تطعمون أهليكم أو كسوتهم، أو تحرير رقبة، وهذا على سبيل التخيير، فمن لم يجد، فصيام ثلاثة أيام، وفي قراءة ابن مسعود متتابعة (1) .

فحفظ اليمين له ثلاث معاني:

حفظها ابتداء، وذلك بعدم كثرة الحلف، وليعلم أن كثرة الحلف تضعف الثقة بالشخص وتوجب الشك في أخباره.

حفظها وسطا، وذلك بعدم الحنث فيها، إلا ما استثنى كما سبق.

حفظها انتهاء، في إخراج الكفارة بعد الحنث.

ويمكن أن يضاف إلى ذلك معنى رابع، وهو أن لا يحلف بغير الله ، لأن الرسول - صلى الله عليه وسلم - سمي القسم بغير الله حلفا.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: (الحلف منفقة للسلعة، ممحقة للكسب) .أخرجاه (2)

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) أخرجه الطبري في تفسيره (7/30) عن ابن مسعود، والحاكم في المستدرك (2/303) ، حديث (3091) عن أبي بن كعب.

(2) البخاري: كتاب البيوع / باب { يَمْحَقُ الله الرِّبا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ } (البقرة: من الآية276) ، مسلم: كتاب المساقاة/ باب النهي عن الحلف في البيع.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام