الثاني: أن تستعمل في الاعتراض على القدر، وهذا محرم أيضا، قال الله تعالى: { يا أيها الذين آمنوا لا تكونوا كالذين كفروا وقالوا لإخوانهم إذا ضربوا في الأرض أو كانوا غزي لو كانوا عندنا ما ماتوا وما قتلوا } (آل عمران: 156) أي: لو أنهم بقوا ما قتلوا، فهم يعترضون على قدر الله .
الثالث: أن تستعمل للندم والتحسر، وهذا محرم أيضا، لأن كل شيء يفتح الندم عليك فإنه منهي عنه، لأن الندم يكسب النفس حزنا وانقباضا، والله يريد منا أن نكون في انشراح وانبساط، قال - صلى الله عليه وسلم: (احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز، وإن أصابك شيء، فلا تقل: لو أني فعلت كذا لكان كذا، فإن لو تفتح عمل الشيطان) (1) .
مثال ذلك: رجل حرص أن يشتري شيئا يظن أن فيه ربحا فخسر، فقال: لو أني ما اشتريته ما حصل لي خسارة، فهذا ندم وتحسر، ويقع كثيرا، وقد نهي عنه.
الرابع: أن تستعمل في الاحتجاج بالقدر على المعصية، كقول المشركين: { لو شاء الله ما أشركنا } (الأنعام: 148) وقولهم: { لو شاء الرحمن ما عبدناهم } (الزخرف: 20) وهذا باطل.
الخامس: أن تستعمل في التمني، وحكمه حسب التمني: إن كان خيرا فخير، وإن كان شرا فشر، وفي الحديث عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في قصة النفر الأربعة قال أحدهم: (لو أن لي مالا لعملت بعمل فلان) فهذا تمني خيرا، وقال الثاني: (لو أن لي مالا لعملت بعمل فلان) ، فهذا تمني شرا. فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - في الأول: (فهو بنيته، فأجرهما سواء) ، وقال في الثاني: (فهو بنيته فوزرهما سواء) (2) .
السادس: أن تستعمل في الخبر المحض.
(1) مسلم: كتاب القدر، باب الأمر بالقوة وترك العجز، حديث (2664) ، وابن ماجة في المقدمة، باب: في القدر، حديث (79) .
(2) الترمذي: كتاب الزهد، باب ما جاء مثل الدنيا مثل أربعة نفر، حديث (2325) ، وابن ماجة حديث (4228) وحسنه الترمذي.