فهرس الكتاب
الصفحة 1186 من 1408

قوله: (اغفر لي) المغفرة: ستر الذنب مع التجاوز عنه، لأنها مشتقة من المغفر، وهو ما يستر به الرأس للوقاية من السهام، وهذا لا يكون إلا بشيء ساتر واق، ويدل له قول الله - - عز وجل - - للعبد المؤمن حينما يخلو به ويقرره بذنوبه يوم القيامة: (قد سترتها عليك في الدنيا وأنا أغفرها لك اليوم) (1)

قوله: (إن شئت) 0 أي: إن شئت أن تغفر لي فاغفر، وإن شئت فلا تغفر.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

في الصحيح عن أبي هريرة - رضي الله عنه -، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:

(لا يقل أحدكم: اللهم اغفر لي إن شئت اللهم ارحمني إن شئت ليعزم المسألة، فإن الله لا مكره له) (2)

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

قوله (في الصحيح) سبق الكلام على مثل هذه العبارة في كلام المؤلف، والمراد هنا الحديث الصحيح، لأن الحديث في (الصحيحين) كليهما قوله - صلى الله عليه وسلم: (لا يقل أحدكم) لا: ناهية بدليل جزم الفعل بعدها

قوله: (اللهم اغفر لي، اللهم أرحمني) ففي الجملة الأولى: (اغفر لي) النجاة من المكروه، وفي الثانية: (أرحمني) الوصول إلى المطلوب، فيكون هذا الدعاء شاملاً لكل ما فيه حصول المطلوب وزوال المكروه.

قوله: (ليعزم المسألة) اللام لام الأمر، ومعنى عزم المسألة: أن لا يكون في تردد بل يعزم بدون تردد ولا تعليق و (المسألة) : السؤال، أي: ليعزم في سؤاله فلا يكون متردداً بقوله: إن شئت.

(1) البخاري: كتاب الظالم والغصب / باب قول الله تعالى { أَلا لَعْنَةُ الله عَلَى الظَّالِمِينَ } (هود: من الآية18) ، حديث (2441) ، ومسلم: كتاب التوبة، باب قبول توبة القاتل وإن كثر قتله، حديث (2768) .

(2) البخاري: كتاب الدعوات، باب ليعزم المسألة فإنه لا مكره له، حديث (6339) ، ومسلم: كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار، باب العزم بالدعاء ولا يقل إن شئت، حديث (2679) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام