فهرس الكتاب
الصفحة 1163 من 1408

الثالثة: أن هذا الشرك في مجرد تسمية لم تقصد حقيقتها، وهذا بناء على ما ذكر عن ابن عباس رضي الله عنهما في تفسير الآية، والصواب: أن هذا الشرك حق حقيقة، وأنه شرك من إشراك بني آدم من آدم وحواء، ولهذا قال تعالى في الآية نفسها: { أيشركون ما لا يخلق شيئاً وهم يخلقون } ، فهذا الشرك الحقيقي الواقع من بني آدم.

الرابعة: أن هبة الله للرجل البنت السوية من النعم. هذا بناء على ثبوت القصة، وأن المراد بقوله: (صالحاً) ، أي: بشراً سوياً، وأتى المؤلف بالبنت دون الولد، لأن بعض الناس يرون أن هبة البنت من النقم، قال تعالى: { وإذا بشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسوداً وهو كظيم - يتوارى من القوم من سوء ما بشر به أيمسكه على هون أم يدسه في التراب ألا ساء ما يحكمون } (النحل: 58-59) ، وإلا، فهبة الولد الذكر السوي من باب النعم أيضاً، بل هو أكبر نعمة من هبة الأنثى، وإن كانت هبة البنت بها أجر عظيم فيمن كفلها ورباها وقام عليها.

الخامسة: ذكر السلف الفرق بين الشرك في الطاعة والشرك في العبادة

وقبل ذلك نبين الفرق بين الطاعة وبين العبادة، فالطاعة إذا كانت منسوبة لله فلا فرق بينها وبين العبادة، فإن عبادة الله طاعته.

وأما الطاعة المنسوبة لغير الله ، فإنها غير العبادة، فنحن نطيع الرسول - صلى الله عليه وسلم - لكن لا نعبده، والإنسان قد يطيع ملكاً من ملوك الدنيا وهو يكرهه.

فالشرك بالطاعة: أنني أطعته لا حباً وتعظيماً وذلاً كما أحب الله وأتذلل له وأعظمه، ولكن طاعته اتباع لأمره فقط، هذا هو الفرق.

وبناء على القصة، فإن آدم وحواء أطاعا الشيطان ولم يعبداه عبادة، وهذا مبني على صحة القصة.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام