بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم [1] ، وهو الذي قال {وأن احكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهواءهم واحذرهم أن يفتنوك عن بعض ما أنزل الله إليك} [2] .كل ذلك قرآن يُتلى وكل ذلك دين واجب الإتباع. [3]
يقول ابن القيم- يرحمه الله: وأما الرضا بدينه فإذا قال، أو حكم، أو أمر، أو نهى، رضي كل الرضا. ولم يبقى في قلبه حرج من حكمه. وسلّم له تسليماً. ولو كان مخالفاً لمراد نفسه أو هواه، أو قول مقلد و شيخه وطائفته. اهـ [4]
والرضا بالإسلام دينا هو الرضا والقبول بكل ما أنزله الله تعالى من تشريعات أو أحكام أو آداب أو سنه النبي - صلى الله عليه وسلم - من ذلك.
وإن أي مكلف لم يقبل شرع الله تعالى سواء بقوله أو بفعله، أو تمرد على أوامر الله تعالى وردها كلها أو رد بعضها فهو كافر بدين الإسلام، وإن تسمى بعد ذلك بأسماء المسلمين.
ولا ينفعه حينئذ ما يقوم به من ظواهر أعمال الإسلام من صلاة أو صيام أو حج ونحوه، فإن الإسلام له أسس لا يقبله الله تعالى إلا بوجودها، ومن هذه الأسس العظيمة الرضا بحكم الله تعالى ودينه وشريعته.
وإن أي مجتمع أو جماعة أو طائفة تتمرد على دين الله تعالى فلا تحكمه في حياتها وفي كل شئونها، إنما تعلن وبكل صراحة ووضوح أنها لا ترضى بالإسلام دينا، فإن أعظم علامات الرضا بدين الله تعالى هي تحكيم شريعته بين الناس.
ومتى كانت شريعة الله غائبة بين قوم، ومتى لم يكن دينه هو المهيمن على حياة الناس، فاعلم أن هؤلاء القوم إنما يرفضون دين الله تعالى، سواء قالوا ذلك بلسان الحال أو بلسان المقال، وإن لسان الحال أعظم من لسان المقال.
(1) سورة المائدة، الآية: 51.
(2) سورة المائدة، الآية: 49.
(3) تحكيم الشريعة لـ د. صلاح الصاوي 11: 10.
(4) مدارج السالكين ت البغدادي 2/ 171.