إن مفهوم السياحة في وقتنا الحاضر خرج عن المفهوم الضيق إلى المفهوم الواسع الذي يعتني بنشر الثقافة وهوية البلد وعاداته وتقاليده عبر برامج ترفيهية منتقاة لا تخلو من المتعة والفائدة، وبهذا المفهوم ينبغي أن ندرك أن بلاد الحرمين مؤهلة أن تستقطب الملايين، لا سيما أنها متنوعة التضاريس بين مناطق جبلية وأخرى ساحلية وأخيرة صحراوية، وفي ظل ذلك التنوع لابد أن تتوفر للزوار الخدمات المتكاملة المتطورة بأساليب راقية حديثة توفر للزائر السهولة في التنقل والراحة الاستجمام، مع وجود برامج متطورة تعطي للسائح الخيارات المفتوحة في التنقل وترشده إلى الاستفادة القصوى من سياحته، عبر برامج ومرشدين سياحيين متخصصين. فبلاد الحرمين مأوى أفئدة المسلمين وقلوبهم تهفو إليها؛ فحري أن يجد الزائر نموذجاً للسياحة المتكاملة الهادفة الخالية من المنغصات والمناظر التي تخدش الحياء، والتي غالباً ما ألفها السائح في البلاد الأخرى! وفي ديننا الإسلامي فسحة من الأمر وبديلاً عن ذلك فمن يستقري السنة النبوية يجد النماذج الرائعة العظيمة في تعامله - صلى الله عليه وسلم - ولعبه مع أهله ومع الصغار؛ فالترويح وسيلة إلى تجديد العزم والنشاط والعودة إلى العمل بهمة وعزيمة، وما أسوأ الحياة عندما تتحول إلى صور لا عبرة فيها، وذكريات ومواقف لا تدفع إلى العمل الجاد الدوؤب.