فهرس الكتاب
الصفحة 285 من 477

علمني السفر أن الصباح الباكر متعة لا تعكرها الطرق المخيفة والزحام الخانق في بلدة يسكنها أكثر من عشرين مليون نسمة، يتحركون صباحاً إلى أعمالهم بكل راحة ويسر، يحملون معهم تفاحة يأكلونها في سياراتهم حتى لا يحتاجوا للطبيب ألف يوم.

قاتل الله السفر....

أراني معالم البلدان التي مضى عليها آلاف السنين، دون أن يكون مكتوباً عليها ( بالبوية) : عاش مروس، ويسقط النمل، وأموت فيك!.

بلدان عمرها قديم، تحافظ على كل ما تملك ويحمل لها هوية.

علمني السفر أن لا أحزن لأني احتجت أن انتقل من بلدة إلى أخرى داخل إحدى الدول، فبحثت في هاتفي عن أرقام أصدقائي ليفزعوا لي في الحجز، تذكرت أنهم في بلدي!.

توجهت للمكتب فقال: لي أي شركة تريد؟!، وأي وقت تريد؟! وأي سعر تريد؟! وأي خدمة تريد؟!.

هل هذه حقيقة أم سخرية؟! لا يا سيدي! (لاحظ العبارة) عندنا أكثر من خمس شركات طيران فأي شركة تريد؟!.

قاتل الله السفر...

كشف لي أن التجار أوفياء ليسوا لصوصاً!.

فالبضائع المتاحة واضحة، والرقابة عالية، والزبون هو صاحب الحق، فلك أن تشتري سلعة وتعيدها متى شئت! وأن تدخل المحل التجاري لتجد المعروض أمامك بكل وضوح ودون دجل، وتختار من البضائع ومن الصناعات ما شئت بقدر مالك.

أيها السفر:

لا تفرح علينا كثيراً، فليس في أروقتك أعظم وأشرف وأكرم بقعتين: مكة المكرمة، والمدينة المنورة. فلهما نسافر ومن أجلهما نتوجّه مهما حصل، فهما الأعظم والأكرم والأبقى، نسينا في حبهما كل الصعاب، وتجاوزنا في سبيلهما كل المشاق.

أدام الله عليهما نعمة الإسلام والأمن والأمان.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام