وهذا في زمان المؤلف، فكيف بزماننا؟ وقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم - فيما رواه البخاري عن أنس بن مالك رضي الله عنه، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، أنه قال: (لا يأتي زمان على الناس إلا وما بعده شر منه، حتى تلقوا ربكم(1) ، وقال النبي - صلى الله عليه وسلم - للصحابة: (ومن يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا(2) ، وعصر الصحابة أقرب إلى الهدى من عصر من بعدهم.
والناس لا يحسون بالتغير، لأن الأمور تأتي رويدا رويدا، ولو غاب أحد مدة طويلة ثم جاء، لوجد التغير الكثير المزعج - نسأل الله السلامة -، فعلينا الحذر، وأن نعلم أن شرع الله يجب أن يحمي وأن يصان، ولا يطاع أحد في تحليل ما حرم الله أو تحريم ما أحل الله أبدا مهما كانت منزلته، وأن الواجب أن نكون عبادا لله - - عز وجل - - تذللا وتعبدا وطاعة.
(1) البخاري: كتاب الفتن / باب لا يأتي زمان إلا الذي بعده شر منه، حديث (7068) ، والترمذي، حديث (2206) .
(2) أبو داود: كتاب السنة / باب في لزوم السنة، حديث (4607) ، والترمذي، حديث (2676) ، وابن ماجة، حديث (44) .