فهرس الكتاب
الصفحة 965 من 1408

فالطاعة الاستقلالية نوع من أنواع العبادة، فيجب إفراد الله -جل وعلا- بها وغير الله -جل وعلا، إنما يطاع لأن الله -جل وعلا - أذن بطاعته، ويطاع فيما أذن الله به في طاعته، فالمخلوق لا يطاع في معصية الله ؛ لأن الله لم يأذن أن يطاع مخلوق في معصية الخالق -جل وعلا -، وإنما يطاع فيما أطاع الله -جل وعلا - فيه على النحو الذي يأتي.

فهذا الباب عقده الشيخ -رحمه الله - ليبين أن الطاعة من أنواع العبادة، بل إن الطاعة في التحليل وفي التحريم، هي معنى اتخاذ الأرباب، كما قال الله -جل وعلا: { اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِنْ دُونِ الله وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ } (التوبة: من الآية31) وما سيأتي من بيان حديث عدي بن حاتم، - رضي الله عنه -.

(ق) : قوله (من أطاع العلماء) . (من) يحتمل أن تكون شرطية، بدليل قوله: (فقد اتخذهم) ، لأنه جواب الشرط، ويحتمل أن تكون موصولة، أي: (باب الذي أطاع العلماء) .

(تم) : قوله (( باب من أطاع العلماء والأمراء ) )العلماء والأمراء هم أولو الأمر في قوله -جل وعلا- { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا الله وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ } (النساء: من الآية59) قال العلماء: أولو الأمر يشمل من له الأمر في حياة الناس في دينهم، وهم العلماء وفي دنياهم، وهم الأمراء، وقد قال -جل وعلا: { وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ } ولم يكرر فعل الطاعة.

قال ابن القيم وغيره: دل هذا على أن طاعة أولي الأمر، ليست استقلالا، وإنما يطاعون في طاعة الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم - فإذا أمروا بمعصية، فإنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.

والأمور الاجتهادية التي ليس فيها نص من الكتاب والسنة، فإنهم يطاعون في ذلك لان الله أذِنَ به، ولما في ذلك من المصالح المرعية في الشرع.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام