وقول الله تعالى { وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ } (الواقعة: 82)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قوله تعالى: { وتجعلون } . أي: تصيرون، وهي تنصب مفعولين: الأول { رزق } ، والثاني: { أن } ، وما دخلت عليه في تأويل مصدر مفعول ثان، والتقدير: وتجعلون رزقكم كونكم تكذبون أو تكذيبكم.
والمعنى: تكذبون أنه من عند الله ، حيث تضيفون حصوله إلى غيره.
(ف) : قال ابن القيم رحمه الله: أي تجعلون حظكم من هذا الرزق الذي به حياتكم: التكذيب به، يعني القرآن. قال الحسن: تجعلون حظكم ونصيبكم من القرآن أنكم تكذبون قال: وخسر عبد لا يكون حظه من القرآن إلا التكذيب.
(ق) : قوله: { رزقكم } .الرزق هو العطاء، والمراد به هنا: ما هو أعم من المطر، فيشمل معنيين:
الأول: أن المراد به رزق العلم، لأن الله قال: { فَلا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ - وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ - إنه لقرآن كريم - في كتاب مكنون - لا يمسه آلا المطهرون - تنزيل من رب العالمين - أفبهذا الحديث أنتم مدهنون - وتجعلون رزقكم أنكم تكذبون - وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ } (الواقعة: 75 -83) أي تخافونهم فتداهنونهم، وتجعلون شكر ما رزقكم الله به من العلم والوحي أنكم تكذبون به وهذا هو ظاهر سياق الآية.