(ف) : قلت: ذكر إبراهيم بن a بن مفلح أن في تفسير بقي بن مخلد أن إبليس رن أربع رنات: رنة حين لعن، ورنة حين أهبط، ورنة حين ولد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ورنة حين نزلت فاتحة الكتاب. قال سعيد بن جبير: لما لعن الله تعالى إبليس تغيرت صورته عن صورة الملائكة، ورن رنة، فكل رنة منها في الدنيا إلى يوم القيامة. رواه ابن أبي حاتم. وعن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: لما فتح رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مكة رن إبليس رنة اجتمعت إليه جنوده. رواه الحافظ الضياء في المختارة: الرنين الصوت. وقد رن يرن رنيناً، وبهذا يظهر معنى قول الحسن رحمه الله تعالى.
(ق) : ووجه كون العيافة من السحر أن العيافة يستند فيها الإنسان إلى أمر لا حقيقة له؛ فماذا يعني كون الطائر يذهب يميناً أو شمالاً أو أماماً أو خلفاً؟ فهذا لا أصل له، وليس بسبب شرعي ولا حسي، فإذا اعتمد الإنسان على ذلك؛ فقد اعتمد على أمر خفي لا حقيقة له، وهذا سحر كما سبق تعريف السحر في اللغة.
وكذلك الطرق من السحر؛ لأنهم يستعملونه في السحر، ويتوصلون به إليه.
والطيرة كذلك؛ لأنها مثل العيافة تماماُ تستند إلى أمر خفي لا يصح الاعتماد عليه، وسيأتي في باب الطيرة ما يستثنى منه.